عربي وعالمي

“دليفري كنتاكي”.. من مصر إلى غزة

ليس من السهل على الفلسطيني في قطاع غزة أن يحصل على وجبة “كنتاكي” في ظل الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات، والذي لا يوجد فيه أي فرع لسلسة المطاعم هذه.
لكن هذا الحال آخذ في التغير بعد أن بدأت شركة اليمامة للخدمات اللوجستية في القطاع بتقديم خدمات التوصيل بين مدينة العريش المصرية وقطاع غزة.
غير أن خدمة التوصيل لوجبات كنتاكي هذه لا تأتي عبر معبر رفح، البوابة الرئيسية التي تربط القطاع بمصر، وإنما عبر الأنفاق.
ولذلك، فإن على من يرغب في الحصول على وجبة المأكولات السريعة هذه أن يتصل بخدمة التوصيل “الدليفري” في الشركة وأن ينتظر للحصول عليها، وهذا الانتظار قد يستغرق ساعات.
يقول المحاسب في شركة اليمامة، محمد المدني، إنهم شرعوا في عملهم الجديد هذا عن طريق الصدفة، بعد “أن طلبوا وجبات لهم ورتبوا الحصول عليها” ووصلتهم بعد 4 ساعات.
وبعد نجاحهم في الحصول عليها بعد أربع ساعات، قرروا أن ينشروا إعلاناً على موقعهم على الإنترنت، وبدأت الطلبات تنهال عليهم من الغزيين، وفقاً لتقرير نشرته وكالة الأنباء الصينية “شينخوا”.
وأوضح قائلاً: “فكرنا بأن نحضر الوجبات للزبائن ووضعنا صوراً للوجبات السريعة على صفحة الشركة على الإنترنت وبدأ الكثير من الناس الاتصال بنا يطلبونها”.
وتابع “الآن يمكن لمكالمة هاتفية صغيرة مع الشركة أن تحقق حلم مليون ونصف المليون فلسطيني لتذوق الطعام الأميركي الشهير”.
وأوضح أنه منذ الأسابيع الأخيرة “استطعنا إيصال أكثر من أربع شحنات من الكنتاكي لسكان غزة، وتضم كل شحنة حوالي عشرين وجبة طعام”.
من جهته، قال الطالب عبود فارس، البالغ من العمر 22 عاماً، إن الوجبة “لذيذة رغم أنها ليست طازجة وحارة”، مضيفاً “لم أذق طعم كنتاكي منذ أكثر من 6 سنوات”.
وقال “اعتدت على تناوله في كل مرة أسافر خارج غزة، وكنت أذهب خصيصاً إلى فرع المطعم العالمي كنتاكي للحصول عليه لكن تناوله هنا في غزة وفي ظل الحصار المفروض على القطاع، هو أمر لم أكن أتوقعه وله طعم مختلف”.
أما شقيقته، التي سبق لها أن سافرت إلى مصر عدة مرات، فكانت تستمع بـ”فطيرة التفاح” التي كانت قد وصلت للتو.
ويقدر سعر الوجبة العائلية من مطعم كنتاكي في مدينة العريش المصرية بنحو 80 جنيهاً مصرياً، أو ما يعادل 11 دولاراً أميركياً، ولكن الحصول عليها في غزة يرفع سعر الوجبة إلى 100 شيكل إسرائيلي أو ما يعادل 30 دولاراً.
ويتضمن سعره في غزة رسوم النقل والتوصيل والتهريب عبر الأنفاق.
وأوضح إن عملية الشراء تتم في العريش ومن ثم ينقلها أشخاص إلى منطقة الأنفاق في رفح المصرية وبعد ذلك تنقل بواسطة أشخاص آخرين لتصل إلى الجانب الفلسطيني من النفق، ومن ثم تشحن بالسيارات إلى مقر الشركة وبعد ذلك توزع على الزبائن في غزة.
وتابع “أحياناً ينتظر الطعام نصف ساعة أو ساعة على نقطة دخول الأنفاق بانتظار مرور بضائع أخرى، وأحيانا تقوم اللجنة المختصة في حكومة حماس بفحص صناديق الوجبات مما يتسبب بتأخر وصولها إلى الزبائن”.
وعلى صفحة الشركة على موقع التواصل الاجتماعي، كتبت الإدارة إعلاناً جاء فيه أن الخميس (اليوم) هو موعد وصول طلبية الكنتاكي، وأن آخر موعد للحصول على وجبة بهذه الطلبية هو مساء الأربعاء.