تحقيقات

بعد أن أصبح على بعد 300 كيلومتر من الكويت
فيلم رعب اسمه .. “كورونا”

فيروس “كورونا”.. حديث الساعة، فقد أصبح موضوعه متداولاً بكثرة في الديوانيات والمنتديات، والخوف على أشده من أن ينتقل إلى الكويت بعد أن انتشر بشكل لافت في المملكة العربية السعودية،  وهذا الفيروس بدأ يثير القلق لدى الكثير من المواطنين في المجتمع الكويتي حيث بدأ ظهوره الإعلامي تزامنا بظهور أول حالاته الناتجة عن الاصابة بفيروس كورونا الجديد في السعودية، اذ أعلنت منظمة الصحة العالمية عن اصابة تسع عشرة حالة بفيروس هذا الوباء الجديد بالمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، والوزارة أكدت ان الحالات مازالت محدودة الانتشار وأن الوضع الصحي لا يدعو للقلق وكما ان السلطات الصحية السعودية مستمرة باتخاذ جميع الاجراءات الاحترازية للمخالطين ومتابعتهم حسب الارشادات العلمية والعالمية.
ماذا فعلت وزارة الصحة؟

محلياً.. كثر الحديث أخيرا عن الاستعدادات والاحتياطات التي اتخذتها وزارتا الصحة من أجل الوقاية من انتشار فيروس “كورونا”، خصوصا أننا على أعتاب يف حار تصاحبه أتربة وغبار، والخشية من انتقال الفيروس عبر هذه المتغيرات الجوية فضلا عن التخوف من انتشار المرض في المدارس وهذا ما يخشاه بعض أولياء أمور الطلبة في ظل الشعور بفقدان الوقاية من ذلك المرض.

فوجود “وسواس” لدى البعض من المواطنين، وتخشى بعض الاسر على أولادها ما جعلها بين نارين، نار حرصهما على مستقبل أبنائها والخوف من تفويت عام دراسي عليهم بالتغيب عن المدرسة والامتحانات، ونار خوفهم من تعرضهم للاصابة بالفيروس الذي أصبح حديث الساعة.

ويزداد القلق تباعا من ناحية الاختلاط مع المقيمين والمواطنين ولاسيما القادمين من السفر من الدول التي يكثر فيها ذلك الفيروس، وهذا الاختلاط يشمل الكثير من الأماكن الترفيهية والتسويقية مثل الأسواق وغيرها من المجمعات والمولات، ولكن هذا الأمر وضعت له وزارة الصحة جملة من التحذيرات التي لابد ان يتخذها المواطن والمقيم معا في تصديه من الاصابة بالفيروس ومنها تجنب الأماكن المزدحمة، وغسل اليدين جيداً بصورة متكررة، وكذلك تجنب زيارة المرضى المصابين بأمراض الجهاز التنفسي المعدية، بالاضافة الى التغذية الصحية لزيادة المناعة، وأخيرا مراجعة الطبيب فوراً عند ظهور علامات الإصابة بالانفلونزا الحادة.

وهنا يتبادر سؤال الى أذهاننا هل مختبرات وزارة الصحة قادرة على رصد واكتشاف فيروس “كورونا” أم غير قادرة، وكم من الوقت او المدة الزمنية للاستغراق بالاعلان عن نتائج عينات فحص الفيروسات… تلك هي المسألة؟

حيث أكد أستاذ المايكروبولوجيا الطبية والمناعية، بكلية الطب بجامعة عين شمس، الدكتور علي محمد زكي إن فيروس “كورونا” تم اكتشافه في سبتمبر عام 2012 لدى مريض سعودي من منطقة بيشة.

وأوضح العالم المصري الذي عمل آنذاك استشاري فيروسات بأحد مستشفيات جدة أن معامل وزارة الصحة السعودية لم تكتشف الفيروس في العينة المرسلة لها، فقام بعمل مزرعة اختبار قادته لاكتشاف الفيروس الخطير.

وأضاف العالم المصري: أرسلنا العينات لمعمل هولندي للتأكد، وسرعان ما أكد أن الحالة خطيرة وحذر من إمكانية انتشار الفيروس، وأن يؤثر علي كل الكرة الأرضية، خاصة أن المملكة بلد يقصده الملايين لأداء الحج والعمرة من كل أنحاء العالم.

وقال العالم المصري: “منذ 2012 أول حالة اكتشفتها في 18يونيو 2012 وأعلنتها في بحث في المجلة الإنجليزية للأبحاث العلمية في سبتمبر 2012، ولكن المرض يتنشر بسرعة وأعتقد أن التجهيزات العالمية للحد من انتشار المرض والوقاية منه سريعة.

وأضاف زكي: ربما تكون النتائج المؤلمة لحالات الإصابة وتحديدا في السعودية، والتي أودت بحياة أكثر من 20 شخصا على حد علمي، سببا في التركيز على المملكة تحديدا، لكن هذا لا يعني أن المرض متوطن هناك، لأن هناك حالات وقعت في دول أخرى، ولكن سرعة التعامل المبكر معها ساهم في تقليص النتائج.

وطمأن الدكتور زكي بإمكانية السيطرة على المرض، داعيا لأهمية الوقاية.

وعقب جملة من النصائح من قبل وزارة الصحة أصبح من يصاب بأعراض الحمى أو النزلات العادية يراجعون المستوصفات والمستشفيات، وهم في شك وذعر من احتمال الإصابة بالفيروس، فهل ذلك الأمر تشهده المستشفيات ازدحاما من تلك المصابين بالأمراض… فهذا التساؤل أجابته وزارة الصحة في بيانها الصادر بأنها طمأنت المواطنين والمقيمين بخلو البلاد من اي حالة إصابة بفيروس كورونا، معلنة عن إجراءات وقائية وخطوات احترازية لمنع انتقال المرض للكويت.

وشددت الوزارة في بيان لها على انها تتابع عن كثب مع منظمة الصحة العالمية تطورات الإصابة بفيروس “كورونا” الجديد في المملكة العربية السعودية بعد إصابة تسع عشرة حالة جديدة بالفيروس في المنطقة الشرقية.

وأضافت الوزارة في بيانها أن الحالات ما زالت محدودة الانتشار في السعودية وأن الوضع الصحي لا يدعو الى القلق، كما أن السلطات الصحية السعودية مستمرة في اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية للمخالطين للمرضى ومتابعتهم وفق الإرشادات العلمية والعالمية، ويجري تنسيق مكثّف بينها وبين نظيرتها الكويتية لمحاصرة المرض.

وأشارت الوزارة الى أنها حريصة على الشفافية في التعامل مع جميع وسائل الإعلام لاطلاع المواطنين والمقيمين على ما يستجد من معلومات صحية أو وبائية للأمراض المعدية، ومنها فيروس “كورونا” أو ما يسمى الالتهاب الرئوي اللانمطي الحاد.

ولفتت الوزارة الى أنه لا حالات مصابة في الكويت وأنها قد أصدرت تعميماً بشأن التعامل مع المرض، إضافة إلى اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لمواجهة هذا الفيروس في حال انتشاره وتوفير جميع مستلزمات الكشف المخبري لهذا الفيروس في مختبرات وزارة الصحة المعتمدة دولياً.

وأعلنت الوزارة عن أن جميع المستشفيات مستعدة لاستقبال أي حالات إصابة، والوزارة ستطبق توصيات وإجراءات منظمة الصحة العالمية بهذا الشأن، مشيرة الى أن قيام المتخصصين في الوزارة بمتابعة تطور انتشار المرض بين دول العالم على مدار الساعة، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والهيئات الصحية الدولية.

وأشارت الوزارة الى انها ستتخذ جميع الإجراءات وبما يضمن صحة الوطن ومواطنيه وسلامتهم.

300 كيلو عن الكويت

وهذا ما أعلن عنه مدير مستشفى الأمراض السارية الدكتور جمال الدعيج حالة الطوارئ في المستشفى كاجراء احترازي لمواجهة فيروسي سارس أو كورونا عقب استقراء الأوضاع الصحية اقليميا وازدياد الحالات المصابة في السعودية بفيروس “كورونا” الى 24 حالة ووفاة 40 في المئة منهم مبينا أن المرض بدأ يظهر في منطقة الاحساء السعودية والتي تبعد 300 كيلو عن الكويت.

وكشف الدعيج في تصريح له عن تأهيل جناح متكامل لاستقبال الحالات المصابة بخلاف 10 غرف خاصة بالعناية المركزة والتي أنشئت بطرق وقائية وطبية حديثة تساهم في منع العدوى، مشيدا بالكوادر الطبية والتمريضية المدربة للتعامل مع الحالات الوبائية منوها الى التنسيق مع جميع المستشفيات بحيث يتم نقل الحالات التي تكتشف في المستشفيات الى السارية.

وقال ان هناك فحوصات اكلينيكية ومخبرية تجري على الحالات التي يشتبه في اصابتها بفيروس سارس أو كورونا وفي حال ظهرت النتائج ايجابيه يتم عزلها على الفور وابلاغنا بها حيث يتم نقلها للسارية واستكمال اجراءات العزل لدينا في المستشفى واخضاع المريض الاجراءات العلاجية.

ونوه الدعيج الى أننا الآن لا نشعر بأي حرج أو تخوف حيال الحالات الوبائية عقب خوضنا تجربة انفلونزا الخنازير والتي ساهمت في اعطائنا الخبرة الواسعة للتعامل مع حالات الطوارئ كما أن مستشفى الأمراض السارية يعد متطوراً بكثير عن السابق حيث لدينا الأجنحة الطبية المجهزة كما أن لدينا معدات وغرف عناية مركزة واقساماً طبية وخططاً طبية لمنع العدوى.

ولفت الدعيج الى ازدياد معدل الحالات التي نستقبلها في المستشفى عموما عن الأعوام السابقة حيث اننا نستقبل حاليا 110 حالات خلافا للعام السابق والذي كان يشهد استقبال 50 حالة فقط.

وبين الدعيج حول الخطط العلاجية أن فيروس كورونا ليس له تطعيم حيث يتم علاج المصاب حسب الأعراض مثل تخفيف ارتفاع الحرارة كذلك تنشيط الجهاز التنفسي من خلال الأجهزة الطبية.

وجاء حديث مدير مستشفى الجهراء ومدير منطقة الجهراء الصحية بالانابة الدكتور شهاب المهندي قائلا: أن وزارة الصحة وضعت الاحترازات الخاصة لمواجهة فيروس السارس أو “الكورونا”، مبينا أنه في حال اكتشاف أي اصابة يتم التعامل معها وفق الخطط الطارئة التي وضعتها الصحة والتي تعد طرقاً عالمية يتم اتباعها في جميع الدول مطمئنا الى أنه لم يتم تسجيل أي حالة الى الآن.

واشار المهندي في تصريح صحفي الى أن استعدادات المستشفى لا تقف على هذا المرض بل لدينا القدرة على مواجهة أي وباء فيروسي لافتا الى أن خطتنا تركز على التشخيص في حال الاشتباه بأي حالة حيث يتم عزلها وأخذ عينات الفحص مبينا أنه بعد التأكد من المرض يتم ابلاغ مستشفى الأمراض السارية حيث يتم نقلها هناك واخضاعها الطرق العلاجية.