عربي وعالمي

تقرير عربي يرسم صورة سوداء لحرية الإعلام

رسم أول تقرير عربي عن انتهاكات حرية الإعلام في الدول العربية صورة سوداء لواقع الحريات الصحفية في العالم العربي ورصد عشرات حالات القتل جلها في سوريا.
ولفت التقرير الذي يحمل عنوان “حرية تحت الهراوات” وعرض بعمان اليوم على هامش ملتقى المدافعين عن حرية الاعلام في العالم العربي إلى أنه ورغم اتساع مناخ الحريات الإعلامية في العالم العربي في السنوات الثلاث الماضية فإن ذلك ترافق باتساع حجم الانتهاكات.
ويعد التقرير الذي أعدته “شبكة سند” الأول الذي تعدد مؤسسات عربية عبر جهد قاده مركز حماية وحرية الصحفيين واشتركت فيه مؤسسات من مصر والعراق وتونس.
وكشف التقرير عن وقوع 68 حالة قتل بين الصحفيين منهم 39 في سوريا نتيجة الأحداث الجارية هناك منذ عامين، ثم الصومال 19 صحفيا، والعراق 5 صحفيين، فيما ارتكبت سلطات الاحتلال الإسرائيلي 3 حالات قتل لصحفيين في قطاع غزة.
وسجل التقرير نحو 1690 حالة انتهاك في مختلف الدول العربية شكلت بمجملها 30 شكلا ونوعا من أشكال الانتهاكات التي وقعت على الصحفيين والإعلاميين في العالم العربي والمؤسسات الإعلامية.
وشكل الاعتقال والحبس والتوقيف وأبرز حالات الانتهاك بنسبة 21%، فيما شكلت حالات الاعتداء بالضرب نسبة 11.4%، والمنع من التغطية 10.8%، والتهديد بالإيذاء 7%، والإصابة بسبب التغطية 6%، والذم والقدح 5.7%، والخسائر بالممتلكات 4.4%.
وركز التقرير على حالة الحريات الإعلامية في دول الربيع العربي لا سيما تونس ومصر التي وصلت للسلطة فيها حركات إسلامية.
ورصدت الشبكة في مصر 310 حالات انتهاك تتعلق بالتهديد بالاعتداء على الحق في الحياة أو بالتهديد بالحرمان منه، والانتهاكات المتعلقة بالحرية الشخصية وبتحريم الاحتجاز القانوني، وانتهاكات حرية الإعلام والنشر.
نضال منصور:
من الإجحاف أن ننكر أن حالة الحريات الإعلامية تقدمت، لكن زمن الديكتاتوريات التي تصنع الإعلام على مقاسها قد ولى، وصوت الصحفيين ما عاد ممكنا خنقه
كما رصد التقرير 93 حالة انتهاك في تونس عكست حسب التقرير الصراع بين التيارين العلماني والإسلامي في تونس، إضافة إلى كثرة أعداد الحالات المتعلقة باعتداءات بدنية جسيمة، والمتعلقة بالاعتداء على الحق بالحياة وغيرها من الانتهاكات.
ورصد التقرير 327 انتهاكا واعتداء على حرية الإعلام في العراق، واتهم السلطات العراقية بعدم القيام بواجبها إزاء الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون.
ويرى مدير مركز حماية وحرية الصحفيين نضال منصور أن الإعلاميين في البلدان العربية لم ينالوا حريتهم كاملة بعد، ولم يخرجوا من دائرة الخطر والاستهداف.
لكنه في المقابل اعتبر أنه “من الإجحاف أن ننكر أن حالة الحريات الإعلامية تقدمت، وأن زمن الديكتاتوريات التي تصنع الإعلام على مقاسها قد ولى، وأن صوت الصحفيين ما عاد ممكنا خنقه، وصار مستحيلا على الحكومات مهما كانت هويتها أن تسيطر على الإعلام وتحتويه بعد انتشار وسائل الإعلام الجديد”.
وشهدت جلسة عرض التقرير نقاشات حادة بين إعلاميين من دول عربية عديدة، وصلت حد اتهام صحفيين لبعض نقابات الصحفيين في بلادهم بأنهم خاضعون لأجهزة المخابرات في المعلومات التي أوردوها في تقاريرهم.
مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان في مصر جمال عيد قال إن عدد القضايا التي رفعت على صحفيين ومواطنين صحفيين خلال 200 يوم بتهمة إهانة الرئيس محمد مرسي لم تحصل خلال فترة حكم النظام السابق.
من جانبه كشف رئيس الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين إبراهيم السراجي أن الانتهاكات 
على الصحفيين مستمرة من الأجهزة الأمنية والجماعات المسلحة، ورغم توثيق هذه الانتهاكات فإن مساءلة السلطات بها أشبه بمعطلة بحيث يتم الإفلات من العقاب.
الصورة الأكثر سوداوية قدمها مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل شقفة الذي وصف وضع الحريات الإعلامية في سوريا بـ”الكارثي على الصحفيين السوريين مع وجود انتهاكات وبشتى الأنواع من قبل الحكومة السورية”. وكشف عن تسجيل 160 حالة قتل في صفوف الإعلاميين منذ اندلاع الثورة في مارس2011.