أقلامهم

عبدالله العدواني: «حشد» يجب ألا ترتبط بشخص وإنما تصبح كيانًا مؤسسيًا، تجيد اللعب السياسي بإخلاص.

حشد
بقلم: عبدالله العدواني
وبدأت عجلة «حشد» في الدوران والحشد، وبدأ يكون لدينا في الكويت جبهة معارضة شعبية حقيقية لا تعتمد على شيء غير المواطنة، ولكن السؤال: هل حركة حشد هذه تجربة سيكتب لها النجاح والاستمرار؟ وهل ستكون بالفعل معبرة عن رأي الشارع وعن المعارضة الشعبية بكل أشكالها وألوانها، لتكون بحق حركة دستورية شعبية؟
لا شك أن النواب الثمانية الذين تبدأ بهم «حشد» الحشد، هم نواب خاضوا الكثير من المعارك السياسية الضارية ولهم آراء تحترم ومواقف تاريخية يشهد لها القاصي والداني ويتحدث عنها الخارج قبل الداخل، ولكن هل يا ترى ستستمر «حشد» على نفس نهج هؤلاء من أجل الصالح العام دون النظر لمصلحة خاصة.
النواب البراك والدقباسي والسعدون والطاحوس وشخير والشريعان والخليفة والداهوم، رجال مخلصون ورموز وطنية يشار إليها بالبنان، ولكن الآن وبعد أن احتشد المعارضون في «حشد»، هل نضمن أن يسير الجميع على خطى البراك وطريق السعدون ومسيرة الطاحوس؟
لا نقول هنا إن هؤلاء الثمانية من النواب السابقين منزهون عن الخطأ أو معصومون ـ لا سمح الله ـ فلكل إنسان أخطاؤه ولكن الثابت أن هؤلاء كانوا ومازالوا لا يهدفون لمكاسب خاصة ولم تكن لديهم حسابات تعلو على مصلحة الوطن والمواطن، فهل هناك من يضمن أن تصبح «حشد» بنفس الروح ونفس الأهداف والغايات؟
على النواب وأعضاء «حشد» جميعهم أن يرسموا سياسة واضحة لأنفسهم وطريقا مستقيما لا يحتمل التأويل، وأن يختاروا من يمثلهم في أي محفل أو بأي صفة بعناية فائقة، فأخطر ما في الأمر أن نجد غدا من يتلون ومن يتحول من أجل عيون مصلحته الخاصة، أو لتحقيق مكاسب على حساب الجماعة والحركة، فالمهم بل الأهم ألا يدير ويمثل الحركة من لديه استعداد لعقد الصفقات، اليوم وهو يمثل حشد وغدا وهو يمثل أي حركة أو جهة أخرى.
«حشد» يجب ألا ترتبط بشخص وإنما أن تصبح كيانا مؤسسيا، يجب أن تجيد اللعب السياسي بشرف وبإخلاص وبتمسك بالمبادئ، لابد أن يمثلها الشخص السليم في المكان السليم، لا نريدها أن تنتهي وتكون مجرد زوبعة في فنجان، نريدها معارضة قوية، ثابتة، كالشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء.