آراؤهم

الثورة التي أزاحت القناع وكشفت وجه الحقيقة

هي شام التاريخ والقومية هي سوريا العروبة هي هذا البلد الذي يسطّر أبناءه ملاحم النضال، هو هذا البلد الذي تشرّد ونزح منه الملايين وقتل وذبح به الطفل الرضيع، الموت به يطول الصغير والكبير، في هذا البلد ترتكب المجازر وجميع الانتهاكات البشرية وأفضع وسائل القتل والتعذيب المحرّمة ديناً وشرعاً وقانوناً.
في سوريا.. يحلّق القاتل بالسماء ويسير بالأرض مدمرًا كل شيء من أجل بقائه والعالم يراقب ويتخوّف، لا بل يستخدم العالم كل العبارات واللغات السياسية وكل أنواع تعبيرها من شجب وتنديد واستنكار، ولكن ما فائدة هذا وما يحدث لهذا الشيء غير المزيد من القتل والتطهير العرقي ذو رائحة النفس الطائفي والتصفية، والمجتمع الدولي يعكس لنا صورة الاتحاد والتعاون الصوري والشكلي المبني على المصالح الخاصة لكل دولة، لا يوجد في سوريا بترول يسيل لعابهم من أجله، ولا معادن نفيسة أو موارد غذائيه قيمة أو مخزون مائي ضخم تجعلهم يتدافعون نحو بسط أيديهم بها، لكن هم سعداء لوجود تلك الحرب التي تقتل بالنيابة عنهم، دون ان تكلفهم مالاً أو عدة وعتاد، ولهذا السبب الأيدلوجي تركت سوريا تتمزّق وتنرف دون حقن لدماء ودون حل سلمي ينهي القتل بها. 
في سوريا انشقاقات ومعارك طاحنة دمّرت بها مدن عملاقة وأحياء سكنية بسكانها، في سوريا يوجد دعم علني وخفي إعلامي كان أو سياسي ومالي واستخباراتي، وكل هذا حدث في سوريا ويحدث، أمّا اللاجئين مشردين جياع مرضى عزّل هربوا من ذلك الجحيم ووقعو بهذا الجحيم، فحالهم يرثى لها وخزائن المال والتبرعات تقطر عليهم قطرة قطرة، وكل قطرة لا تسمن ولا تغني من جوع، لا تدفئهم من البرد القارص ولا تبرد عليهم الحر الشديد، ولا تداويهم من وباء ومرض يصيبهم أو قد أصابهم ولا تخفي شعور الجوع الذي يلازمهم كالظل الملازم للجسد. 
أطفال سوريا ينحرون ونسائها تغتصب وكبار سنها يعذبون وشبابها يقتلون من غير سبب، وجميع من ذكرتهم يفعل بهم هذا الشيء أمام مرئى ومسمع العالم ومنظماته ووسائل إعلامية، يقتل الطفل ولا يغمض عينيه عن رؤية وجه قاتله، وكأنه يقول اقتلني سيقتلك الله ويثأر لي منك، يقتل الطفل والطفل لا يغمض عينيه، وكأنه يقول للعالم حريّتي أقوى من سكين تحملها لقتلي، لا تخيفني وشاهدني أبصر لك وانت تقتلني بها شعور لا يقدر على صناعته رجل، ولكن يحدث بشكل مستمر للأطفال في سوريا في كل يوم والعالم بأسره يتفرّج على كل هذا، ولا يحرّك ساكناً.
لم أشاهد “توما هوك” ولم أشاهد “كروز” ولم ينطلق من قاع البحر أحدهم ليصيب منصات إطلاق الصواريخ التي دمروا بها سوريا، ولم أشاهد طائرة الشبح تحلّق وتقصف آلة القتل والمجازر، ولم أشاهد أسطولًا عملاقًا يقترب من أرض سوريا ليبعد الأذى عنهم، ولكن سوريا يخذلها العالم ولكن لن يخذلها الله، سوف يكتب التاريخ هذا المجد الذي سوف يكتبونه السوريون في هذه الثورة، وسوف يغيّرون مناهج القتال العسكري والحوار السياسي وأيضاً مداخل العلوم السياسية التي تدرّس بالجامعات، سوريا اصبر وصابري والفرج من الله قريب، استعينوا بالله وحده وسوف ترون النصر ويرون هم الهزيمة، سوريا الجريحة سوف تبقين بلد العزة والكرامة والحرية والنضال، سوريا مجد العروبة اصبر ألا أن نصر الله قريب.
@fuwazalhossini