أقلامهم

ذعار الرشيدي: بعض دعاة الموت خارج الأرض، أنهم يركبون البانيميرا والرينج.

قضية.. أكبر من الفتاوى
بقلم: ذعار الرشيدي
قاعدة منطقية تقول: «من يدعو للقتل.. فليس برجل دين»، انتهى.
? ? ?
لا أعرف سببا منطقيا واحدا يدعو رجل دين لأن ينادي بالقتل، دون أن يعلم، هداه الله وغفر له، أن الدعوة للقتل هي رأس الفتنة، والكارثة أن الداعين للقتل والمحرضين عليه يتمترسون خلف شاشات الفضائيات، بينما أبناؤنا وأبناء خلق الله ممن تقع الدعوات المشبوهة تلك في أسماعهم وقع السحر هم من يرحل للموت من أجل قضية باطنها عكس ظاهرها، وهو ما ستثبته الأيام المقبلة.
? ? ?
إذا كنت مؤمنا بتلك القضية وحق الجهاد في تلك البقعة من الأرض أو غيرها، فلم لا تترك زخرف الدنيا ووهج كشافات الاستوديوهات، وتترك عنك الوعظ، وترتدي «جعابات الرصاص» وتتقلد رشاش كلاشينكوف وتحمل كفنك وترحل أنت إلى هناك حيث تدعو، هنا سأكون أول من يتبعك.
? ? ?
لكن وأنت تجلس في الاستوديو البارد، وتحرص على ظهور غترتك «منشاة»، وجلبابك مكويا وبشتك «تبرق»، ووجهك يشع نضارة من عشاء فاخر يكفي لتموين 10 أسر في سورية، وما حولك أمن وأمان، وأبناؤنا ممن صدقوا كلامك وكلام زملائك يلفحهم حر الجوع ويتنازع أمن قلوبهم أزيز الرصاص، وقد تكشفت أجزاء من ثيابهم عن أجسادهم جراء الزحف في مدن مهجورة لم يعرفوا اسمها قبل رحيلهم هناك.
? ? ?
مشكلة بعض دعاة الموت خارج الأرض، أنهم يركبون البانيميرا والرينج ويمتلك بعضهم مجمعا أو مجمعين أو ثلاثة مجمعات تجارية ورصيد لا يعترف حتى بالأصفار الستة ولا السبعة من دنانير ودراهم وريالات.. وأحيانا دولارات، وأولادنا يموتون بطلقة كلاش لا يتجاوز ثمنها الـ 5 فلوس، من أجل قضية غير منطقية وإن بدت منطقية ومستحقة في ظاهرها.
? ? ?
يدعون غيرهم للموت، ويدعون أنفسهم وأقرباءهم للحياة الرغيدة، لم أر أحدا منهم يذهب بنفسه أو يرسل أحد أبنائه أو حتى أيا من أقربائه من الدرجة الأولى، بل لم أر منهم من أرسل……حتى حماته.
? ? ?
لا بأس من أن تتمتع بزينة الحياة الدنيا، ولكن دع غيرك يتمتع بحياته، ادعه ليحيي بلده بدلا من أن يموت في أرض غير أرضه، ومن أجل قضية ليست قضيته، ومن أجل مشروع ليس بمشروعك ولا مشروعه، ولو كان كما تدعي أن الرحيل نحو الجهاد في أي بلد من بلدان المسلمين هو دفاع عن الأمة لصدقتك، ولكن أتحداك أن تعرف لي «الأمة» مفهوما ومصطلحا وواقعا، اسألوا أيا من دعاة الموت واطلبوه أن يعرف لكم «الأمة» بحسب التعريف الواقعي اليوم، سيبهت ولن يجيبكم، لأنه لا يعرف لا أصل ولا شكل المصطلح الفضفاض جدا على فهمه الضيق في حدود.. وعظ الدعوة إلى الموت.
? ? ?
عندما سألت أحد دعاة الموت «لم لا تذهب أنت؟»، قال «ومن يسد مكاني، أنا عملي هو الحشد والتحذير»، هكذا وببساطة جعل مكانته وهو حي أعلى من مكانة الشهداء الذين أرسلهم للموت بدعواته.
? ? ?
أحد دعاة الموت في الكويت عندما أرسل أبناءنا إلى الجهاد في مختلف أصقاع الأرض بسبب خطبه الوعظية الداعية للموت، في الشهر ذاته الذي استقبلنا فيه خبر استشهاد 3 من أبنائنا، كان هو في الإدارة العامة للمرور يتوسط لإخراج سيكل ابنه الذي احتجز لتجاوزه السرعة المقررة.
? ? ?
توضيح الواضح: ما يحدث في سورية.. أكبر وبكثير وأبعد بكثير من مجرد.. مجموعة فتاوى من الجانبين.