عربي وعالمي

إسرائيل لا تريد إسقاط “الأسد”.. بل إضعافه

كشفت صحيفة النهار اللبنانية عن مساعي إسرائيل لإضعاف بشار الأسد رئيس سوريا، دون إسقاطه.. كما ذكرت في تقرير لها بأنه لا يمر يوم دون تصريح جديد لمسؤول اسرائيلي كبير مجهول الهوية يتناول ما يجري في سوريا. ونسمع مرة تهديد إسرائيل باسقاط نظام بشار الاسد اذا رد على محاولاتها منع نقل سلاح متطور الى حزب الله. وفي اليوم التالي، نسمع كلاماً مضاداً يقول إن اسرائيل معنية بأن يبقى بشار في الحكم في دمشق.
وأشارت الجريدة إلى أنه يوم الأحد الماضي أعلن رئيس الوزراء نتنياهو ان اسرائيل لن توقف نشاطها، ويعني هذا ضمنا أنها ستهاجم سوريا لمنع انتقال السلاح الى حزب الله. وبالامس اعلن قائد سلاح الجو اللواء أمير ايشل ان على اسرائيل ان تستعد لامكانية حرب مفاجئة في هضبة الجولان وانهيار مفاجيء للنظام السوري.
التقرير تناول هذا الطوفان من التصريحات، معتبرة إن اسرائيل مصممة على منع انتقال السلاح إلى حزب الله، لكنها تريد في الوقت عينه ان تخفض قدر المستطاع لهب النار التي قد تشتعل إثر عملية اسرائيلية كهذه. وما تريده اسرائيل ايضا اضعاف الاسد، ومنع وصول السلاح الروسي المتقدم اليه، لكنها معنية في الوقت عينه بمنع نشوب حرب شاملة قد تفضي الى تدخل اسرائيلي عميق فيما يجري في سوريا، وربما الى سقوط النظام السوري.
كما إن إسرائيل راهنت في عملياتها الأخيرة ضد سوريا على ضعف الأسد، وقد اعتبرت هذا الضعف فرصة لها، لكن هذا الضعف هو في نفس الوقت عينه ايضاً تهديد لنا. لأن الحاكم الضعيف، مثل بشار، يمكنه ان يشعر بأنه أكثر تحررا وأن لديه مجال اوسع للمناورة ازاء اسرائيل. فقد سبق ودمرالمتمردون كل منشآت البنى التحتية في سوريا التي حرص على حمايتها من اسرائيل.
وفي نهاية تقريرها.. أكّدت إن اهم مشكلة تواجهها اسرائيل هي انعدام وجود سياسة واضحة وصارمة حيال سوريا. وحتى الآن لم يستقر رأي القدس بعد هل هي معنية باسقاط الاسد أم ان مصلحتها تقتضي بقاءه في منصبه. كما ان إسرائيل لم تقرر بعد ما اذا كانت ستخاطر من اجل منع انتقال المزيد من الصواريخ الى حزب الله بالمخاطرة في نشوب حرب شاملة مع السوريين لا أحد يريدها.