أقلامهم

مشاري الحمد: حقيقة تاريخية.. لم يستمر على مر التاريخ حاكم ضيق العيش على شعبه.

الدم أرخص من رحيل الزعيم
مشاري عبد الله الحمد
-1
 خريطة الوطن العربي في مخاض التغيير الاجتماعي، كل شيء يتغير، التواصل أسرع، المعلومة أسرع، الاشاعات أسرع، كل شيء يتغير كما أنه في نفس الوقت اعداد القتلى منهم أسرع، فكم من الاطفال قتلوا ويقتلون في كل مكان من خريطة الدول العربية التي ضربها الربيع الذي بالاصح هو خريف أدخل البشر في فوضى لا يعرفون الخروج منها، الشباب كان ضائعا واليوم هم أكثر ضياعا فالفوضى التي تضرب الدول لا أحد يعرف كيف ستنتهى والمخارج السياسية في تونس وليبيا ومصر واليمن جميعها اتسمت بالدراما السينمائية فرئيس يهرب بطائرته ورئيس يقتل بالصحراء ورئيس يوضع في قفص الاتهام، وحتى سوريا التي ما زال القتلى فيها يتزايدون لا أحد يعرف كيف ستنتهى حكايتها الحزينة.
الواقع يقول أن الانظمة العربية غير الملكية تسلطت كثيرا على شعوبها فعاشوا الويلات في ظل انظمة اخترعت نظام 99% لنجاح التصويت ليكون هذا الرئيس مخلدا في كرسيه والناس تصمت والمشاكل تتزايد والمسألة لا تحتاج تفكير كثير فكل ما في الامر عليك أن تنظر لنسب البطالة في الدول العربية ومستوى الحريات وكم الخوف المزروع في نفوس البشر، هل تريدون الاكثر حزنا، هل سمعتم في حياتكم عن مواطن أوروبي يسبح عبر البحر الابيض المتوسط ليهرب الي ديار العربان ليبحث عن عمل؟ بالطبع وأكيد لا، لكن الصورة كانت عكسية، المصري والليبي والتونسي والمغربي كان يهرب وحلم حياته أن يوضع في مركب تضعه على المياه الاقليمية ومن ثم يقوم بتدبير نفسه بالسباحة حتى يصل الى شواطئ البلد الاوروبي وهو وحظه لكن في كل الاحوال …أرحم من المكان الذي نعيشه …او الموت غرقا حياة بعض البلدان العربية مهلكة، فهل يوجد شخص بالعالم يعمل بثلاثة وظائف فقط ليعيش بمستوى طبيعي واقل من الطبيعي؟ قد تجد شخصا أوروبيا او عربيا في بلد معتدل الدخل يعمل بوظيفتين ليعيش في بحبوحة من المال والراحة لكن ما حصل في بعض دول العرب أن البشر كانت تحت خط الحياة…وكل ما أرادته هو العيش، ما طلبه البشر كان غير ممكن وغير موافق عليه وخصوصا من بشر تحولت أفكارهم فقط نحو الجشع فأخذوا ما لهم وما للناس فكانت الصاعقة أن بعد تراكم المشاكل التي تحولت الى أمراض مستعصية …أن يكون العالم جاهز للانفجار…ناهيك عن الامراض النفسية والاجتماعية.
جميع الدول العربية انتهت من جزء من المشكلة وهي عليها الآن الحمل الأصعب ..احداث التغيير..ولم تظل في قائمة الانتظار الا سوريا والاسباب باتت واضحة فالابعاد السياسية في مصر وتونس وليبيا واليمن كانت مختلفة تماما عما هو موجود في سوريا …ناهيك عن العامل الاقصادي…لذلك فأعداد القتلى باستمرار والاطفال تتزايد قوائم الموتى منهم …حتى يتفق الساسة على مخرج …فالدم ارخص بكثير من رحيل زعيم ….ودمتم.
 
نكشة القلم
 
حقيقية تاريخية …لم يستمر على مر التاريخ حاكم ضيق العيش على شعبه …وقتلهم ..ويتم ابناءهم