سبر أكاديميا

من ندوة معهد الموسيقى
البغيلي: يسيء لسمعة الكويت الادعاء بوجود أوركسترا سيمفوني

الأوركسترا سيمفوني علم له أصول وقواعد ولابد أن يكون القائد متخصصاً درس فن قيادة الأوركسترا فالمسألة ليست أن تمسك عصا القيادة وتؤشر بها.
 
أعرب رئيس رابطة أعضاء هيئة التدريس د. رشيد البغيلي عن أسفه لغياب الوعي الثقافي الموسيقي، “الأمر الذي قد يسيء إلى سمعة الكويت الثقافي، بالادعاء بوجود (أوركسترا سيمفوني) سواء اليوم أو قبل بضع سنوات، أمام المجتمعات العربية، التي لديها أوركسترا سيمفوني حقيقي، مثل عُمان، وقطر، ومصر، والأردن، ولبنان)، مشيراً إلى أن لـــ (أوركسترا سيمفوني) أصول وقواعد ولابد أن يقودها شخص متخصص درس فن قيادة الأوركسترا، إذ “ليس كل من يعزف على آلة موسيقية، يستطيع أن يقود الأوركسترا، في القيادة”.
 
وقال البغيلي في ندوة بعنوان (واقع الأوركسترا سيمفوني بالوطن العربي): “إن شخصية قائد الأوركسترا علم معمق”، عارضاً نماذج  من كبار قادة الأوركسترا العالميين وعلى رأسهم الروسي Valery Abisalovich Gergiev، كنماذج لمحاضرات علمية دقيقة، حول كيفية أن يكون قائد الأوركسترا قائداً، إحساساً، ونظرة بالعين، ومواكبة لجسد الممثلين”، حيث أن “قائد الأوركسترا يستطيع أن يشعل الصالة ناراً، أو يحولها إلى جليد”، كما أن “الأمر يختلف بين أوركسترا تعزف موسيقى مجردة لجمهور بشكل حي، أو في عرض باليه، أو للستخدام في فيلم سينمائي، وهكذا”.
 
وذكر البغيلي، إن “المجتمعات المثقفة مدركة لهذه الأمور ، ومن الصعب أن تتقبل أي معلومة غير دقيقة، لكن المشكلة، تكمن في المجتمعات غير الملمة بهذه التفاصيل، فيتم تتويهها، بشأن الدور الخطير لقائد الأوركسترا، وكذلك موضوع (الأوركسترا سيمفوني)”.
 
وأضاف البغيلي: “نلاحظ اليوم أن كل من قدم عملا بسيطاً، يشيع أنه (أوركسترا سيمفوني)، رغم أن (أوركسترا سيمفوني) تحتاج إلى نحو80 إلى 100 عازف متخصص في آلات معينة، يقودهم كونداكتور متخصص في قيادة الأوركسترا، ويكون لزاما على هذه الأوركسترا، المتكونة من نخبة من العازفين، أن تكون لديها القدرة على العزف من الريبرتوار العالمي، وهو الموروث الموسيقي العالمي الكلاسيكي، لكن مع الأسف، نجد أن أعمالا محلية، وتخصصات في العزف على آلات، تأخذ مسمى (أوركسترا سيمفوني) من وجه علمي صحيح”.
 
وتساءل البغيلي، لماذا تنشأ الاوركسترا السيمفوني، مجيبا: “حتى تقدم الأدب الموسيقي العالمي، ولكي تقدم للمتلقي أرقي إنتاج فكري في الموسيقي، ويشترط في تكوين (الأوركسترا سيمفوني) تركيبات آلية معينه متفق عليها، وتؤدي مؤلفات تتطلب جهد وعلم ودراسة، ويكون تكوين البناء فيها من عدة حركات مثل السيمفونية والكونشرتو ..الخ، ولهذا سميت (أوركسترا سيمفوني)”.
 
وأضاف: يتساءل البعض، لماذا تؤدي (الأوركسترا سيمفوني) أعمال بيتهو?ن وباخ وهايدن في بدء ليلتها، حيث أن هناك سبب علمي معروف، ومتفق عليه لأن تقوية مهارات (الأوركسترا سيمفوني)، تتطلب علي تقوية جوانب الأداء بالجانب الصوتي/البوليفوني، وتداخل الأصوات البوليفونية في أعمال باخ وهاندل ومؤلفين الباروك، هي الأنسب لتقوية الجانب الصوتي/البوليفوني، حيث أيضا تعد أعمال موتسارت وهايدن ومؤلفين الكلاسيك الأهم لوضوح ولمعان الجانب الهارموني وفي الجمل والتوازن البنائي.
 
وقال البغيلي: إن لــــ (الأوركسترا سيمفوني) قادة زائرين لتأكيد عالميتها، ووتعتبر هيئه بذاتها، وقيادة الأوركسترا تحولت إلى علم اختصاصي يتطلب دراسة تقنية خاصة ومعرفة معمقة بالعلوم الموسيقية فضلاً عن شخصية قيادية مقنعة، حيث أن الكوندكتر كمخرج العمال، ويجب أن يكون متخصصاً، وله شهادات وخبرة  بالقيادة، والقدرة على التأمل لفهم لغة المؤلف، و(سرعات الزمن)، ليصل لذروة الانبهار الحسي، مشيراً البغيلي إلى أن اوركسترا القاهرة السيمفوني تأسس عام 1959 علي يد المايسترو النمساوي فرانز ليتشاور، والاوركسترا السيمفونية الجزائرية كانت بقيادة المايسترو الاسباني   اغناسيو غارسيا فيدال، وأوركسترا قطر الفلهارمونية تأسست في العام 2008، وهي بقيادة المايسترو لورين مازيل.
 
ثم تحدث الأستاذ بمعهد الموسيقى الدكتور عبدالله المصري عن هموم (الأوركسترا سيمفوني)  في الوطن العربي مشيرا إلى أنها كثيرة، وهي تمويلية في الغالب في الدول العربية غير الخليجية، عارضا لنماذج من الدول العربية، التي باتت تسير في نفق مظلم رغم أن عمر تجربتها تجاوز الــ 30 سنة، مشيرا إلى تجربة العراق، ومصر، والأردن، مبيناً أن (أوركسترا القاهرة سيمفوني) على سبيل المثال لا الحصر، كانت تتكون مما يزيد على 80 موسيقي، لكن العدد نقص لأسباب مالية مع مرور الزمن”.
 
وذكر عبدالله أنه “لا شيء في (الأوركسترا سيمفوني) يخص عرق أو جنسية معينة، حيث أن الموسيقيين يكونون من مختلف الدول، وهذا الواقع متحقق في موسكو ولندن وكبريات مدن العالم”.وقال لا يعيب دول الخليج أن تستعين بمتخصص حقيقي يقود تجربتها في (الأوركسترا سيمفوني)”، مشيدا بالتجربة العمانية على هذاالمستوى.    
 
وبدورها تحدثت د. رشيد ابراهيم، ضاربة أمثلة على تجارب شخصية عاشتها خلال تجربتها في الولايات المتحدة الأميريكة، وأهمية أن يكون قائد الأوركسترا صاحب معرفة علمية بالتخصص، حتى يجيد قيادة (الأوركسترا سيمفوني)”.