كتاب سبر

المرأة ناقصة عقل .. ودين

بخطواتٍ متثاقلة أحيانًا .. مسرعة غالبًا .. أسير إلى المسجد ملبيًا النداء فنحن تربينا على أن الصلاة عادة وليست عبادة وفي شرع “شيبانا” حفظنا الدرس العظيم:
“اللي مايصلي ياعوال مهوب رجال”
كبرنا فتغيرت المفاهيم فأصبحنا نستغفر ربنا على تقصيرنا وتثاقلنا في السجود له سبحانه وعسى أن ننال الشفاعة يوم الدين
وفي طريقي التقي بها .. جارتنا المُسنّة التي تسكن وحيدة بآخر الشارع .. ممسكة بعصاها التي جبرت ثُقلها بالمسير بعد هجرة ابنائها لها.. وبخطواتٍ مكسورة وجسدٍ أعياه التعب وعلى يديها نطقت التجاعيد ناقشةً حروف السنين ..  تسايرها خادمتها التي رفضت السفر أكثر من مرة حتى لاتترك هذه المرأة مشفقةً على حالها وفراق المحبين
كانت قد سبقتنا إلى المسجد فهي كانت ولازالت توّفر العصائر والمياه المعدنية صدقةً لزوجها المتوفى منذ 15 عامًا
طيلة تلك السنين لم تنقطع عادتها فذكراه خالدة في قلبها وفي يقينها أنه إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلّا من ثلاث أحدها صدقةٌ جارية وعلى هذا أوفت بالميثاق الغليظ وعلى هذا تسأل الله محاسن الخواتيم .. اتساءل عن هذا الوفاء فكم هو محظوظ ذاك الراحل بإخلاص أرملته له التي تفرش مائدة الرحمن في رمضان في ساحة المسجد محتسبةً الأجر وعلى طرف المائدة علّقت لافتة خجولة سائلةً الدعاء للمرحوم بالمغفرة والرحمة .. فيارب ارزقنا زوجةً تسرنا بالدنيا والآخرة
وعلى النقيض تمامًا وبالحي المجاور ذهبنا له معزين وفاة زوجته وماهي إلا عشرون يومًا فقط ليُرسل لنا دعوة وليمة زواجه الجديد وقبر من تبرعت له بدّمها واقترضت الأموال من أجل علاجه لم يجف بعد ولكن بعرفنا الساذج نقول .. إنه رجل
لم يكسره الحزن على رحيلها ولم يُكرمها وهي التي سهرت سنتين على علاجه متوسدة تعب المستشفيات صابرة على بلاء المرض .. وعلى هذا كان جزاؤها بالجحود وليس بجزاء الإحسان إلا النكران ..
وبشهادته الجامعية التي يتبجح  بها يجلس بعد زواجه ليقول:
المرأة ناقصة عقل ودين .. فكم هو إجحافٌ في إنزال النص في غير مساقه وكم هو ظلم تعميم الكلام في كل حين وإن شواهد الزمن لو نطقت لقالت:
إنك على التذكير عارُ .. فكم من إمرأة حملت الأثقال متحديةً ضيم الدهر وكم من رجل وعلى قولة “إبي فالح” :
“مايتسرح مع الغنم”
وبين وفاء جارتنا المسنّة وذاك الرجل الساذج .. تختلف القواعد والموازين .. 
حكمة الحياة بالتعامل معها والتكيف مع ظروفها وليس بشهادة نعلقها متفاخرين بقطعة ورق دون أن ينعكس مضمونها على لساننا وتعاملنا وأخلاقنا
والنظرة للمرأة على أنها مخلوق ضعيف وقليل عقل عُرفٌ فاسد علينا التخلص منه فمن يتجرأ بقوله عزاؤنا لوالدته التي ربته ليصبح هذا جزاؤها .. فالنصوص الشريفة نزلت في مواضع محددة وتعميمها مخالف لطبيعة البشر والحياة فليس الرجل بكامل عقل ولا المرأة مجردة من التفكير .. ولأني ابن لتلك الملكة العظيمة أجزم أن عطاء المرأة وتضحياتها بمئة رجل 
إضاءة:
إلى حواء المتزينة بتاء التأنيث .. كوني فخورة بإنجازاتك ، كبيرة بعطاءاتك ، معتزة بصداقاتك وتناسي قصص الحب التي تعتلي الرفوف فالحياة ليست مجرد .. رجل
آخر السطر:
الحياة يافهيد ذِكر طيب وعلمٍ غانم .. وانت شيّبت روسنا وعلمك كنه وجهك .. بكره بتموت ولحدٍ بيبكي عليك .. غثيتنا
@dhalajmy