بورتريه

بورتريه
“تميم” قطر.. والبدائل العصرية

ذو الـ33 ربيعًا سيجد في نفسه بين نظرائه حرجًا، فهو يقترب منهم منزلةً، ويبتعد عنهم بجيليّن إذا لم تكن ثلاثة.. “تميم بن حمد آل ثاني” الذي يشهد اعتزال والده أمير قطر، ليجلس الشيخ “حمد بن خليفة” ويشاهد بذرته التي زرعها في ثانوية “شيربورن” بالمملكة المتحدة قبل 16 عامًا كيف نضجت وتفتحت في أكاديمية “ساندهيرت” العسكرية الملكية.. سيجلس ويراقب كيف يكمل نجله مسيرة تحويل هذه الإمارة الصغيرة إلى لاعب رئيسي في سياسات دول المنطقة وتقديم الدعم لشعوب الربيع العربي وإخراجهم من قهر حكامهم.
تولى “تميم” ولاية العهد في 5 أغسطس 2003 بعد تنازل الشيخ “جاسم بن حمد آل ثاني”، واستلم بالإضافة إلى ولاية العهد منصب رئيس المجلس الأعلى للبيئة والمحميات الطبيعية، كما ترأس المجلس الأعلى للتعليم والمجلس الأعلى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
“تميم” لم يكن بعيدًا عن صناعة القرار القطري في الفترة السابقة، حيث ساهم بشكل فاعل في تطوير القوات المسلّحة واستحداث وحدات جديدة، مع الاهتمام بتدريب الضباط والأفراد على أحدث الأساليب العسكرية المتطورة.. في فترة شغله لمنصب نائب القائد العام للقوات المسلحة.
حصل “تميم” على عديد من الأوسمة تقديرًا لجهوده في تطوير العلاقات الثنائية مع الدول العربية والعالمية.. كما قدّم للشعب الفلسطيني تبرعًا بقيمة مليون دولار لتطوير الرياضة وانشأ عدة ملاعب لديهم.
وأهم تحدٍ أمام “تميم” عدم إغفال الموازنة بين ممارسات قطر السياسية، وطبيعة إمكانياتها الاقتصادية، فهذا الدعم الكبير الذي تقدمه إعلاميًا وعسكريًا  للمعارضة السورية في سبيل التخلّص من نظام الأسد، كما كانت تفعل مع ثورات الربيع العربي، لم يؤثر على اقتصادها، فهي تمتلك بديل عصري وصديق للبيئة ألا وهو “الغاز الطبيعي” الذي يتمتع بطلب أكبر من “النفط” المصدر الأساسي في منطقة الخليج.. فهو لا يهدد بتلوّث البيئة كما هو الأمر مع النفط، كما أنه أقل كلفة في التصنيع.