آراؤهم

التيار الاسلامي والنهج الديمقراطي

خلال احدى الفترات الزمنية من التاريخ السياسي للكويت كان اهتمام من تصنفهم وسائل الاعلام بالاسلاميين او النواب الاسلاميين يكمن في توزير نائب او شخص ملتزم دينيا في وزارتي الاعلام والتربية املا في الحفاظ على خلفية المجتمع الاسلامية ومنع التيارات التغريبية والعلمانية ذات الهوى الخارجي من نشر افكار منحرفة يمكن من خلالها ان تمهد لمزيد من الاختطاف للقرار السياسي الكويتي للاتجاه الخطا ورغم نبل ذلك الهدف وصفاء نية الراغبين به كما احسبهم فان ذلك الهدف  كما كثير من الاهداف القرارات والرؤى والتطلعات لم تتحقق على الارض بل ربما تحولت إلى الاتجاه المعاكس في بعض الاحيان  كحال كثير من الرغبات الاسلامية التي انتهجت نهج الديمقراطية في الوصول إلى اهدافها واخرها تلك الرغبة المنتظرة  في تطبيق احكام الشريعة الاسلامية والتي رفضت تحت مصطلح اسناد الامر إلى لجنة تطبيق احكام الشريعة الاسلامية التي انهت اعمالها ورفعتها إلى الحكومة منذ اواخر القرن الماضي لتدخل إلى ادراجها كحال بقية الاقتراحات ورغم تلك الحقيقة الناصعة التي لا تقبل الجدل والتي تتلخص في ان سلوك النهج الديمقراطي في تغيير الواقع المعاش بما يتوافق مع رؤية التيار الاسلامي انما هو ضرب من الخيال فان تلك التيارات لا تزال متمسكة بالمشاركة في تلك العملية رغم اثرها السلبي وتباين قاعدتها مع رؤية المجتمع للرجل المتدين كما ان تلك التيارات لم تتمكن من تحقيق شيء يذكر لنصرة الدين او لتغيير القوانين بما يتوافق مع شرع رب العالمين مما قد يؤدي إلى نكسات حقيقية لا في المجال الانتخابي الذي لا يعني شيئا في الواقع وانما في ثقة الشعب في هذا التيار الدعوي والذي ينظر إليه جل المجتمع كقدوة يقتدى بها وعموما فان البون الشاسع بين السياسة الشرعية التي تعتمد على الوضوح والصدق والعدل والانصاف والتعامل مع كل طرف وفقا لضوابط محدةة لا يحاد عنها إلا بأدلة شرعية وبقوانين قرآنية والسياسة الديمقراطية التي تستند إلى الكذب والتدليس والمناورة والتخوين والعب على جميع الحبال تجبر التيار الاسلامي ان يعيد تقييم نظرته الشاملة للامور فليس بدخول الانتخابات يمكننا تغيير المنكر كما انه ليس بدخولها يمكننا لجم التيار العلماني التغريبي وتحويل دفة البلاد ثقافيا إلى معين الدين إن إعادة تقييم الواقع الحالي يستلزم من التيار الاسلامي الاستفادة من التجربة المصرية وان يعلم قادته ان من يكيد لهم لن يسمح لهم ولو للحظة بتغيير خارطة اي جزء من بلاد المسلمين من جانب التبعية إلى جانب الحرية فلنسمع لما قاله وربنا ولنعي إلى ان يسدد الله لهذه البلاد رشدا تستفيق فيه من غيبوبتها الطويلة.
 
 
ofoqm@hotmail.com
 
@banwan16