كتاب سبر

ابن النُفيش

 إعلم رعاك الله ,أن حاصل ضرب الولايات المتحدة فى سوريا  يساوي عربياً عشرة بلدي !..وهذه المعادلة الرياضية الفريدة وضعها عالمنا الإعلامى الشهير “ابن النُفيش ” وصنفها عبر صفحات  كتابة الأشهر : إجري جري الوحوش غير هز وسطك  لن تحوش “.
وابن نفيشنا هذا هو من قيل فيه وفى الليلة اللطماء يفتقد بدر العربسات والنايلسات، وقد أخذ كنيته عن والده بائع “النفيش ” أو الفشار فى حوارى محمية سايكس بيكو الكبرى وبعد ان اشتد عود ابن النفيش و”دوزن” مقام  الحال العربى اوتاره جيداً, كبر عن “دول الطوق” وترك بيع الفشار للصغائر واصبح “يفشر” أحلام  الكبائر حتى طار طيره وارتفع عالياً وصار “يطق الطار الإعلامى مقلوب “ويصول ويجول “مفشراً” مفاهيم ليبرالية عربية لا تضع ملابس ضميرها الداخلية الا داخل صناديق انتخاب “طلبية “من محلات سوق الضجيج المبدئى  ومصطلحات علمانية عربية تفصل الدين عن الدولة مع طلب ولى امره , وقتل لله دره مفهوم الاسلامية الجديدة “تفشيراً” ووضح  كيف ان الاسلامى الجديد يبكى عند قيام الثورات اكثر من بكائه عند قيام الليل ! كل هذا العلم الوفير وضعه “ابن النفيش ”  فى ملاحظات “ايفونه” ال 4G الذى ربحه فى مهرجان :”إنسحب واربح ” بعد إجابته على سؤال أعجز فطاحلة الفكر العالمى ألا وهو : وين أذنك يا جحا !
ولكن للاسف يا فرحة ما تمت خذها غراب مندس له اجندات “جوارحية ” وطار مبتلعا الايفون بما حمل مستغلاً انشغال صاحبه ابن النفيش “بتفشير ” حلم لاحد المواطنين رأى فيه نفسه وحيدا مع مائة مليون عربى فى صحراء قاحلة غناء وقد انهكه الجوع والعطش وغازات الكولا لتقع بجانبه حمامة التقطها ليجد رسالة مربوطة حول ساقها مكتوب فيها “حرية ..عدالة ..مساواة ” ” فتنحنح ابن النفيش بعد سماعه الحلم فى الوقت الاصلى وكح لشوطين اضافيين ثم لعب “بلنتيات ” بلع الريق بين حنجرته ولسانه “ليفشر ” أخيراً حلم السائل قائلا : أضغاث حمام الدوح يا ولدى ! و”خبزاً” رأيت !! ثم اقنعه بتسليم نفسه لاقرب نقطة امنية فوق حرف معتقل .
طار الغراب بعيداً حتى وقع فى فخ نصبه شيخ مسن التقطه منشرحاُ مهموماً ثم  قدم به الى كوخه حزينا فرحاً قائلاً لامرأته : اطبخى لنا غرابنا هذا فقد لقينا من مرق الجرذان نصباً فتناولته المرأة فرحة حزينة مندهشة متوقعه ولما فتحت بطنه واخرجت احشاءه  صاحت وناحت : يا بشراى هذا ايفون !!  واخذت تصور وتصور اللقطات تو اللقطات عبر ارجاء كوخها المتهدم  وترسلها للأنستغرام مع التعليق المناسب ..هنا بقايا اصابع طفلى التى تذكرنى  بنعومة اظفاره ,وهنا خصلة ذهبية من شعر أبنة لى كانت مخطوبة لاحد اولاد الجيران فاصبحت اليوم مخطوفة فى احدى بلاد الجوار ,وهذا  شماغ أبى الأحمر الذى كان فى يوم من الايام غترة بيضاء ,وهذه  سجادة صلاة أمى التى فاضت روحها عليها عندما كانت تصلى الفجر وفق توقيت غرينتش بعد يأسها من توقيت الفجر العربى ! أخذت تصور وتصور حشرجات نوح الكوخ وبوحه وترسلها نباعاً ليعطيها فوراً  ثلاثمئة  مليون عربى “لايك ” ويعم الفرح والسرور مواقع التواصل العربى المظفرة على وقع انغام أغنية  يا الله صبوا “هالهقوة ” وزيدوها هيل !! .
المهم ان ابن النفيش تعوض الله فى ايفونه بعد ان شاهده على نشرة اخبار “السى ان ان “محطما محترقاً وبجانبه أشلاء ممزقة لرجل مسن وامراة  كتب تحت خبر مقتلهما ::أنتحار سفاح الجرذان وحرمه اليوم فى حمص باطلاقهما  قذيفة دبابة على رأسيهما وجمعيات حقوق الحيوان تدعوا الى تدخل أممى عاجل لتسليح الجرذان فى سوريا والجامعة العربية تندد وتشجب وتستنكر هدر موارد الايفونات العربية وتدعوا الى ضبط إعدادات الايتونز على وحدة ونص !!
رغم كل شئ تحدى أبن النفيش الم ضياع ايفونه وأخرج للعالم عبر الجلاكسى ال S4 الذى ربحه فى مهرجان “ما يطلبه المنافقون ” معادلة شاملة أسماها أم المعادلات ليدخل التاريخ العربى من اوسع أبواقه  وهى معادلة : حاصل ضرب  الغرب  الواحد  فى الصفر العربى يساوى عشرة بلدى ,, وترلم..ترلم ..لم ..لم.. تم.. تم !