كتاب سبر

عطونا نعال !

شيئان لا أطيقهما,رغم أنهما يجريان فى شرايينى.. الدم وتحاليله، والسياسة  العربية وتحليلاتها.. فكلاهما يفاجئاننى بأمراض جسدية وسياسية لم تكن على البال أبداً، أمراض كنت أظن مناعة الجسد والروح تكفلت بها وقامت معها بالواجب , لأكتشف  متأخراً ان جبهة المناعة “خاربة ..خاربة “, كجبهة الممانعة العربية تماماً التى تدعى أنها المدافع الأول عن منطقة جزاء الامة بينما هى مجرد حارس مرمى احتياط  فى تشكيلة الكيان الصهيونى  خلال خوضه منافسات كأس العالم العربى.
يا الله ! .. كم يا ايها السياسة من جرائم التحليل ترتكب باسمك؟! وكم من امراض سياسية جديدة ولجت بقوة داخل حلبة وباء سياسة ال يعرب!.
وكمثال على ذلك , كنا نتعامل مع أعراض مرض “البربسة _المنخلية “, ونعرفها كما نعرف أولادنا ,كون محللينا السياسيين عودونا منذ أيام النكبة الى النكسة مرورا ب”الوكسة” الحالية تغطية شمس أحداث النكبات والنكسات والوكسات بمنخل القضية الفلسطينية، ولكن فى الايام الأخيرة استجدت علينا أعراض جديدة  لمرض “البربسة _المنجلية ” أو محاولة تغطية شمس  المجازر والمذابح ضد الشعب السورى بمنجل حصاد دول الممانعة ,لشرعنة قتل النظام الاسدى المستكلب لشعبه ,بحجة انها ضرورة تسخين وتفكيك عضلات ممانعية استعداداً لمباراة كلاسيكو التصدى للعدو الصهيونى ! وكأن أخانا المحلل (لا حلله الله ) يرى بأن شرف الامة الرفيع لا يسلم من أذى الصهاينة حتى يراق على جوانبه دم براءة أطفالنا وشيبنا وشبابنا!.
مرض عربى جديد طازج “لسه خارج من فرن ” الأوبئة السياسية العربية ويمكن أن نسميه “بانفلونرا الحمير ” , اكتشفت أعراضه  بعد مشاهدة حوار فى قناة إخبارية طرفاه محللان سياسيان  يستنبطان خطاب اوباما الاخير , أحدهما ( مع النظام ) يقول بان أوباما المتردد خائف من ردة فعل النظام السورى ,كونه يعلم عن طريق استخباراته وأقماره الصناعية ما يملكه نظام الاسد من قدرات عسكرية عالمية لا يصمد امامها ناتو ولا غيره ( على حد قوله ! ) .والاخر( ضد النظام )  يقول ان تردد اوباما مرده عجزه بعد تلويحه بفخ الضربة عن جر الدول العربية الى حرب على الارض السورية , تستنزف فيها  موارد الامة ويخلو الجو لعصفورة الغرب المدللة إسرائيل لتبيض وتصفر !! ويختم أخونا الذى هو ويا سبحان الله ضد النظام دعوته برفض التدخل العسكرى الخارجى مع دعواته للعالم الحر لنصرة  قضية الشعب السورى العادلة!.
يا وزارات الصحة العربية  انفلونزا الحمير قادمة ,احموا العربان من النهيق ! ولا داعى لاستيراد اللقاحات المكلفة
 (إن وجدت )…فقط “عطونا نعال” وأرمونا فى بحر الغباء وستهزم فلول الاستحمار وتولى الدبر .