أقلامهم

ذعار الرشيدي: غالبية الكويتيين يقولون شيئا في الاستبيانات، ويقولون شيئا مختلفا تماما في صناديق الاقتراع.

الشعب الكويتي.. يتجمل ولا يكذب
بقلم: ذعار الرشيدي
حتى تحكم وبشكل أقرب إلى الدقة على توجه أي رأي عام في أي بلد في العالم عليك أولا أن تقرأ وبعناية شديدة مخرجات أي انتخابات حرة تجرى في ذلك البلد، سواء انتخابات برلمانية أو بلدية أو أندية رياضية أو جمعيات نفع عام أو حتى جمعية تعاونية.
فمن خلال مخرجات أي انتخابات يمكنك وبسهولة أن تعرف توجه الرأي العام، بل وتعرف تماما عقلية ذلك الشعب، فلا يوجد استبيان حقيقي لرأي الشارع ادق من نتائج انتخاباته البرلمانية والانتخابات الموازية له.
في الكويت مثلا يدعي جميع أفراد الشعب أنهم مع الإصلاح ويرفعون راية محاربة الفساد ونبذ الطائفية والفئوية والقبلية والعنصرية، ولو عملت استبيانا في الشارع لشريحة قوامها 20 ألف مشارك لخرجت بنتيجة أن اكثر من 90% منهم مع التصويت للأكفأ في الانتخابات وأنهم يرفضون القبلية والطائفية والفئوية.
ولكن واقع ممارسة أفراد الشعب في صناديق الانتخابات يختلف عما يدعونه تماما، وهو ما يتبين لنا من خلال كل انتخابات تجري في البلد، بحيث تكون قواعد انطلاق النجاح في الغالب قبلية فئوية طائفية بامتياز، واكثر من 90% من تصويت أفراد الشعب يتم للأقرب لهم عائليا أو فئويا وليس للأكفأ كما يدعي الغالبية.
لذا، غالبية الكويتيين يقولون شيئا في الاستبيانات، ويقولون شيئا مختلفا تماما في صناديق الاقتراع، فهم يتجملون ولا أقول يكذبون في الاستبيانات كونها من وجهة نظرهم مجرد ورقة «نظرية» ولكن عندما يأتي الأمر إلى ورقة الاقتراع في الانتخابات فهم يقولون الحقيقة وينتخبون الأقرب لا الأكفأ غالبا لكونهم يعلمون أن ورقة الاقتراع هي ورقة «عملية».
ولهذا السبب، ولا شيء آخر، تجد أن واقعنا السياسي يختلف تماما عن امنياتنا السياسية، فنحن نتمنى ونقول شيئا، ولكن عندما تغلق علينا ستارة الاقتراع نضع علامة «صح» أمام اسم المرشح الأقرب لنا قبليا أو فئويا أو طائفيا، بدافع سياسي أحيانا وبدافع عاطفي أحيانا.
توضيح الواضح: واقعنا السياسي لن يتغير ما لم نتغير نحن ونصوت للاكفأ ونتخل عن انتماءاتنا العرقية التي دائما ما تكون هي البوصلة التي تحدد اختياراتنا للمرشحين.