آراؤهم

طابور الزحمة الحكومي

ها هو العام الدراسي الجديد بدأ يطل علينا، فاتحا ذراعيه وأبوابه بجميع مشاكله السلبية أو الإيجابية، حاملا إلينا نسائم الصباح المعطرة بهموم وشكاوى مواطنينا الكرام، ومن الملفت للنظر أيضا ما يحمله هذا العام الدراسي من هموم وقلق الزحمة الصباحية عند المواطنين والوافيدين، فنرى الأمهات والأباء فى كل صباح يتسابقون كأنهم فى مارثون سباق عالمى بتوصيل أولادهم إلى المدارس، ضاربين بعرض الحائط كل القواعد المرورية والأنظمة الأمانية إلا من رحم ربى منهم، ويتحدون الوقت والزمن وحتى فى بعض الأحيان معرضين سلامة من هم بجانبهم الذين يقودون فى آمان، ونحن نستميح لهم العذر فهم فى المقام الأول مجبورون على هذا التحدى الصباحى العنيف والمتعب لهم، ومن اللافت للنظر كذلك ما نراه من مصائب كل صباح من تلك الزحمة القاتله التى لا تطاق بجميع أشكالها المختلفة من حوادث وإختناقات مرورية حادة، وهنا لا بد من الوقوف على خطط حكومتنا الرشيدة حول كيفية حل تلك المشكلة المتزامنة منذ سنوات عديدة، وخصوصا فى بداية كل عام دراسي جديد ونحن نرى ونسمع وزارة التربية ووزارة الداخلية بقياديها كما عودونا يبدأون بإجتماعاتهم الخرافية والعجيبة، والتى بإعتقادي يمكن أن تسجل رقما قياسيا فى موسوعة غينيس للأرقام القياسية، فهم يجتمعون ويتناقشون ويتحاورون ويبدون الملاحظات ويخرجون بتوصيات فاشلة معيبة، فأولى لهم من تلك الإجتماعات غير المجدية أن يتم إلغائها لانها مكلفة لميزانية الدولة، وكذلك من الأفضل أن يتم إلغاء البوفيه المحضر لها والشاي والقهوة، والوقت الذى يتم إهداره بلا فائدة أو معنى، فعلا هم يضحكون على المواطنين بإجتماعاتهم الدورية السنوية كل عام بدون إيجاد أى حلول لمشكلة الزحمة المتزامنة، وها هي طوابير الزحمة سنراها عن قريب تشق كل الطرق الكويتية بكل مداخلها ومخارجها، والمشكلة إنها تزداد كل عام.
أليس من الأفضل أن يتم أخذ قرار حاسم وجرئ مبنى على الدراسات العلمية الحديثة لحل تلك المشكلة المعقدة منذ سنوات فى الكويت؟ أليس من الأفضل أن يرى الشعب الكويتي حكمة حكومته فى حل تلك القضايا والمشاكل العالقة منذ سنوات والتى تسبب القلق اليومي لدى شعب الكويت، أم ستظل الحكومة فى غيبوبتها ونومها العميق، أم أنها تضحك على مواطنيها بإبرة بنج مخدرة، والأدهى من كل ذلك عندما قرأنا منذ يومين بأحدى الصحف الكويتية عن أن الكويت تحتل المركز الرابع عربيا و32 عالميا بين أكثر الشعوب سعادة! وفقا لتقرير مركز السعادة العالمية 2013، بالله عليكم عن أي سعادة يتكلمون، ووفق أى معايير، ووفق أي دراسة يستنتجون تلك السعادة، فهم لا يعرفون ولا يدركون المعاناة الحقيقية لمواطنينا من بداية سوء الخدمات الوزارية المختلفة إلى مشكلتنا الأساسية “الزحمة اليومية القاتلة” فيا ليت هذا المركز المخصص لسعادة الشعوب يأتي يوما ما فى الصباح الباكر ويرى سعادة الكويتيين في السباقات المارثونية الصباحية والله المستعان.