أقلامهم

ناصر الحسيني: سقوط بشار قد يفتح الباب للربيع العربي بالخليج.

الأسد واسرائيل ودول الخليج
ناصر الحسيني
-1
 في الاسبوع الماضي وعندما كانت كل المحطات تتحدث عن ضربة امريكية للنظام السوري، كتبت مقالا بعنوان (الاسد واوباما متفقان) وذكرت لكم ان الازمة السورية كشفت الوجه الوقح للامريكان، وكشفت كذبهم ودموعهم الزائفة على حقوق الانسان، وأوضحت لكم ان الامريكان متمسكين بنظام بشار الاسد لأنه من الحراس على امن اسرائيل، كما اوضحت لكم بأن بشار لم يستخدم الكيماوي، إلا بعد أن أخذ الضوء الاخضر من الامريكان والاسرائيليين، وان ما يحدث من تهديد بالضربة ماهي الا تنفيس للاحتقان الدولي ضد نظام بشار، وقلت لكم ايضا ان حصلت ضربة فإنها ستكون ضربة خجولة هدفها ذر الرماد بالعيون، وفعلا ما توقعته حصل، وهاهي امريكا تراجعت عن الضربة بعد ان نفست الاحتقان، والمضحك ان الامريكان يقولون سنعاقب الأسد لأنه قتل الشعب بالكيماوي، وفي لحظة التهديد بالضربة، الأسد مستمر في قتل الاطفال والشعب عبر القصف الجوي، وكأن القتل بالكيماوي فقط محرم، وبغيره جائز، فحقيقة الامر ان من يقرر ضربة الاسد هي اسرائيل، والاخيرة لا يمكن ان توافق على ذلك، لان الاسد حارس الامن الاسرائيلي من جهة الجولان، ومن جهة لبنان ايضا، لدرجة ان الصحف الاسرائيلية لم تخف خوفها على نظام الاسد، فاسرائيل خسرت نظام حسني مبارك، وهذه الخسارة زعزعت الامن الخارجي الاسرائيلي، لذلك ليس لديها استعداد ان تخسر نظام الاسد، فخسارة الاسد تعني لتل ابيب القفز الى المجهول، والدليل ان الجنرال الصهيوني عاموس جلعاد قال (خلع مبارك كان اشبه بضربنا بقنبلة نووية، ولكن انقلاب السيسي اصلح الامر) لذلك فان الغرب بأكمله مع نظام الاسد، كونه حامي حمى اسرائيل.
اما بعض دول الخليج، فهي ايضا من تحت الطاولة مع نظام بشار، وذلك لعدة اسباب، منها ان سقوط بشار قد يفتح الباب للربيع العربي بالخليج، وكذلك قد يكون الحاكم المقبل بعد الاسد الاخوان المسلمون، وهذا ما لا تريده بعض دول الخليج، كما ان بعض دول الخليج اتفقت مع ايران تحت الطاولة على رفع يدها عن البحرين، مقابل ان يرفع الخليج يده عن الأزمة السورية، أي بنظام (سيب .. واسيب) لذلك بعض دول الخليج تصرح إعلاميا انها ضد الاسد، حتى تخفف الضغط الشعبي عنها، ولكن تحت الطاولة يجري شيئا آخر، فلو كانت هذه الدول ضد الاسد فعليا، لدعمت الجيش الحر بالعتاد والمال، ولم يبق نظام الأسد حتى هذه اللحظة، فدول الخليج تستطيع انهاء نظام الاسد ان ارادت، والدليل انها عندما شعرت بالخطر من الرئيس محمد مرسي رتبت لخلعه، واستطاعت ان تخلعه بعد عام من تسلمه السلطة، وهذا يدل على قدرتها على قلب الموازين . 
نهاية المطاف .. كل الدول تقف مع نظام الأسد، عربيا واجنبيا، والدليل انه يقصف شعبه بكل وحشية، والعالم يتفرج، والدليل الآخر صموده عدة سنوات، لذلك لم يهتف الشعب السوري عبثا، عندما يقول (مالنا غيرك يا الله).