أقلامهم

مشاري العدواني: لولا السعدون لما كانت القضية الاسكانية محور اهتمام مجالس الأمة المتعاقبة.

إياك واليأس من تاريخك !!
مشاري العدواني
-1
 الاستفتاءات والاستبيانات (إذا ما تمت على أسس علمية صحيحة) هي من صور الديمقراطية الراقية ، ولذلك فإن الاستبيان الذي قام به رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم ، هو شيء ايجابي ، يشكر عليه ، وبعد الاطلاع على نتائجه ، فهي لم تتعد الهموم الاساسية اليومية المتداولة بين  رواد الدواوين من العبدلي الى (حد حماره) والاخيرة منطقة تقع قبل منطقة النويصيب الحدودية، هي نفس الهموم (اسكان، صحة، تعليم) وهي الركائز التي تدهورت وأفشلتها الحكومات المتعاقبة (عن سبق اصرار وتعمد) منذ اكثر من 20 سنة!
وعلى سبيل المثال لا الحصر ، لولا العم الرئيس السابق احمد عبدالعزيز السعدون ،  لما كانت (القضية الاسكانية) محور اهتمام مجالس الأمة المتعاقبة ، فالرجل قدم للحكومات كل شيء ليحلوا القضية ، لكنهم تعمدوا اهمالها، لأن القصة تتعلق بشيوخ ، و تجار ، ومتنفذين مختلفين على كيكه  المشاريع المليارية !
 او شيوخ و تجار عطلوا بكل دناءة جميع مشاريع الاسكان، لأنهم يملكون اراضي وبلوكات ، اذا ما حلت القضية الاسكانية لن يبيعوها بالأسعار الخيالية الحالية بمئات الالف من الدنانير والتي تزيد من ثرواتهم مئات ملايين الدنانير سنويا !
… يا بوعلي انا سأحسن النوايا، واقتنع بأن القضايا الاساسية الواردة بالاستبيان ،ستكون اولوية للمجلس خلال دور الانعقاد القادم ، واعتقد بأن القضية الاسكانية التي حلت بالمرتبة الاولى ، مفترض ان يكون لها الاولوية ، والحل سهل جدا فوزير الاسكان، يملك بيده الحل لا بيد الوزارات ، ولا البلدية ، فحسب آخر تعديل قام به العم السعدون، وزير الاسكان له صلاحية توفير اراضي دولة لأكثر من 200 الف وحدة سكنية، بل ويلزمه القانون بذلك ، وتلك الخطوة لن تحل فقط القضية بل سيكون لدينا فائض بالاراضي ، بعد استصلاحها ، اما جسر جابر الذي سيقصر المسافة مع منطقة الصبية ، فتم اساسا اقرار المرحلة الاولى منه ، وباقي المرحلة الثانية، والقصة لا تحتاج الى عمل عبقري ، يتم الزام وزير الاشغال والحكومة ، بسرعة البدء في تنفيذه ، ويتم ايضا تعديل التشريعات، بإضافة أي مادة تتطلب الانتهاء من هذه القضية الملحة ، او حتى سن تشريع جديد ملزم بمدة زمنية محددة!
… يا بوعلي امامك فرصة  ذهبية، لو ارغمتم الحكومة على تنفيذ اولوية الاسكان ، وتم توفير الـ200 ألف وحدة سكنية، فلك ان تتخيل ماذا سيكتب عنك بصفحات التاريخ، لعشرات السنوات ؟! والعكس صحيح ، وإياك و اليأس من تاريخك!!