أقلامهم

ناجي الزيد: يجب على المسؤولين معرفة الآثار النفسية على الأطفال في المدارس نتيجة الجهل

الله بالخير والنور
يالها من مربية!
الاسم: د. ناجي سعود الزيد
لو كنت مكان ولي أمر الطالبة التي انتشر فيديو تبدو فيه تبكي بكاء مراً مع سيل من الضحك الهستيري وتوبيخ وشتم من المدرسة.. أقول لو كنت مكان ولي الأمر، لما اكتفيت بالتحقيق على مستوى الوزارة والذي قام الوزير مشكوراً بتشكيل لجنة تحقيق في الموضوع.. بل سأذهب إلى المخفر مباشرة وأرفع قضية شخصية على تلك المدرسة، والتهمة هي القسوة والتحقير والإهانة للطفلة، وما سيتركه ذلك من تأثير في نفسيتها.
لو صدر ذلك من أم في الشارع وليس من مدرسة في أي دولة حضارية وقام شاهد بالإبلاغ عنها، لحوكمت بجرم القسوة على طفل.
مثل هذا التصرف من «مربية أجيال» يجب ألا يمر مرور الكرام.
ونقدر هنا حكمة ودراية الوزير وسرعة اتخاذ قراره بالتحقيق، ولكن الأمر قد يكون منتشراً في كثير من المدارس ولم نكتشفه، غير أن هناك من أظهر صورة حقيقية لسلوكيات نشاز لربما كانت متكررة في مدارس الكويت.
بعد هذه الحادثة نتمنى أن يعاد التفكير في مؤهلات المدرسين. والواجب يحتم أن تكون هناك رخصة تدريس إلى جانب الشهادة الجامعية، كما يجب وضع شروط صارمة للحصول على ذلك الترخيص، وهذا الأمر يقع على عاتق كليتي التربية والتربية الأساسية في الجامعة والمعاهد.
التدريس مهنة محترمة وشاقة، وبعد إقرار كادرهم لا يستطيع أي مدرس التذمر والشكوى، وبالمقابل عليه أن يقوم بواجبه على أكمل وجه، ويجب عقاب من يسيء إلى المهنة، كما أن هذه الحادثة تجعلنا نطالب بالتشدد في اختيار المدرسين ووضع ضوابط لإصدار تراخيص مهنة لهم.
ما حدث يجب أن يفتح عيون المسؤولين على الآثار النفسية على الأطفال في المدارس نتيجة الجهل وعدم التأهيل وسلوكيات مهنية شاذة تنتج عنها رواسب نفسية وعقد تحتاج إلى علاج نفسي.
وهنا لا يجب التعميم، فالأغلبية الغالبة من المدرسين والمدرسات سلوكياتهم ومهنيتهم بمنتهى الرقي والكفاءة. ولذا، يجب ألا يكون هناك مكان لمن لا يحترم براءة الطفولة، ومن يضحك ساخراً على تلك البراءة ويزيدها بإهانات وشتيمة، لقد أساءت تلك المدرسة للمهنة ولشرفها وللإنسانية أيضاً.