أقلامهم

مشاري الحمد: يعتقد بعض الشباب أنه بامتلاكه شهادة أيّاً كان شكلها بعد الثانوية العامة، يتأهل للجلوس على المكتب.

منتصف الشارع
.. العابثون
الاسم: مشاري عبد الله الحمد
• شيء ما عبث بعقول الشباب فقلب أولوياتهم ليركزوا على المظهر، متغافلين عن الجوهر فإذا لم يستقم الهرم المقلوب سيدخل الجيل في ضياع.
تأكدوا أن هناك من عبث بعقول أجيالنا ووضع لنا شيئا من العيب و«الفشلة» الاجتماعية بأشياء كثيرة في حياتنا، منعت مجتمعنا من الابداع، جعلته يتغير في كل شيء جيلا وراء جيل، لهجته، ملابسه، جسمه، والاخيرة تجعلني ألحظ أن لدينا من الشباب المهتم بكمال الاجسام بعناية شديدة لو اهتم بعقله الاهتمام نفسه لصنعنا مركبة فضاء خلال يومين، لكن قاتل الله الكسل والعجز وبعض العادات الاجتماعية.
يعتقد بعض الشباب أنه بامتلاكه شهادة أيّاً كان شكلها بعد الثانوية العامة، يتأهل للجلوس على المكتب، وبعد سنة يجب على الجهة التي يعمل بها أن تجعله «مديراً» تقديراً لنبوغه مع العلم، ولا يعرفون أن كل النهايات الكبيرة كانت بداياتها صغيرة جدا، وأن ايمان القلب بالعمل قبل تغذية العقل بالمعلومة.
يوما رأيت شاباً كويتياً يعمل في كراجه الخاص، وسألته بعد دردشة ما شهادتك؟ قال لي انه خريج بكالوريوس تمويل، واستغربت انه ابتعد عن القطاع الذي يتجه اليه من يماثلونه في الشهادة، ورد علي قائلا انه عمل لمدة سنة ونصف السنة في احدى الشركات، لكن وجد نفسه في ادارة مشروع صغير يمضي فيه يومه كله بادارة حساباته ومقابلة زبائنه بابتسامة شاب يطمح ليصنع مستقبله بيده.
هناك من عبثوا بعقول الشباب، وجعلوهم ينقسمون بين المثالية الزائدة والنشا في غترهم متيبس، وبين اللامبالاة المفرطة حتى أصبحوا لا يعترفون بمثلث الانسان (عقل – قيم – جسد) فأهمل الاول وسقط الثاني، فتساوت لديهم جميع الاشياء، وبدأت تخرج لك أنماط اجتماعية غريبة لا تعرف ما لها وما عليها.
القلوب هي من تبحر بالحياة فينا، ترفعنا بموجة وتغوص بنا في أخرى، وهي من تدفع العقل ليضع الدوافع المنطقية لكل فعل نؤديه، وهناك من العابثين من عبث بقلوب الجيل وراء الجيل، فأشعلت فيه نار التطور بالطريقة الخطأ، فخرج لنا كل شيء من الخارج ممتازا شكلا ولهجة.. لكن المضمون فارغ جداً.. ودمتم
***
• نكشه القلم:
الغزو العراقي كان المدرسة الحديثة لتنشئة جيل يعرف معنى قيمة العمل والوطن.. فلا تنتظروا الكوارث لتصلح.