أقلامهم

تركي العازمي: لو أن اهتمامنا بالبشر قبل اي كائن آخر، لما سمعنا عن تخصيص الجواخير في مناطق قرب المناطق السكنية.

وجع الحروف / … ناطر بيت!
د. تركي العازمي
بعد 22 عاما من الانتظار، حصلنا على الأرض والقرض، وحملة «ناطر بيت» تعكس القصور الحكومي في معالجة «الأزمة السكانية»، ولو أن اهتمامنا بالبشر قبل اي كائن آخر لما سمعنا عن تخصيص الجواخير في مناطق قرب المناطق السكنية وإنتظاري 22 عاما تكرر لعشرات الآلاف غيري من منتظري الرعاية السكنية!
«ناطر بيت»، لا تتحدث عن عدم تحرير الأراضي من محتكريها خاصة «تجار العقار» و «القطاع النفطي»… إنهم يعرضون المشكلة بحثا عن حل ناجع فتضارب المصالح أحد أسبابها!
ورغم أنه تم تخصيص أرض وقرض 70 ألفا استقطع منه 5000 دينار قيمة القسيمة ليبقى فقط 65 ألفا…. فهل هذا المبلغ يكفي لبناء قسيمة ولو بالتشطيب التجاري؟ الإجابة بلا ثم لا ثم أقسم بالله لا!
البناء الهيكل الأسود يكلف قرابة 60 ألف دينار والتشطيب «يآكل» مبلغ يتراوح ما بين 60 إلى 90 ألف دينار فكيف يتسنى للفرد محدود الدخل توفير هذا المبلغ الكبير…. حتى أصحاب الدخل المتوسط والعالي لا يستطيعون توفيره إلا بالاقتراض أو ترك القسيمة على هيئة «هيكل اسود» تتناثر حوله وداخله الرمال!
نحن لا نستعين بالواقع المر الذي يؤكد ارتفاع اسعار مواد البناء والأيدي العاملة «تدوبلت اسعارها» والحلول «الترقيعية» تأخذنا إلى أعلى الهرم وتهوي بنا إلى اسفله، و«ناطر البيت» يشكي وينظر إلى أبنائه من أولاد وبنات وهم يتجهزون لبناء بيت الزوجية ولا يجدون «شقة» يستطيعون تأجيرها ولا يمكنهم البقاء مع والديهم «محشورين» في شقة أو دور!
قضية الأزمة السكانية ليست بالقضية الوحيدة التي يعاني منها المواطن الكويتي فالقضايا تتعدد بين غلاء الأسعار وثبات الرواتب، وبين ضيق الطرقات وكثرة المركبات العابرة للطرق، بين مستشفيات محدودة وحلم انتظار بناء مستشفى جديد منذ العام 1986، بين طلبة «يتكدسون» في قاعة محاضرة يقارب عددهم 150 طالبا/طالبة و «تجمع الدكاترة» يبحث عمن يعينهم لتخفيف الضغط على الهيئة التدريسية (وهذه القضية بالذات أشتم منها رائحة حسد وعنصرية)، والأمثلة تحتاج إلى مجلدات ولا حول ولا قوة إلا بالله!
إنها قضايا مرتبطة بإدارة شؤون الدولة التي عجزت عن تلبية بادرة «التشجير» التي طرحها أمير البلاد الراحل الشيخ/ جابر الأحمد رحمة الله عليه، وحتى وإن حاول المواطن من تلقاء نفسه غرس عدة أشجار حول منزله فسيجدها في أسبوعين متساقطة أوراقها ولونها «أشهب» غاب عن الخضار بسبب انقطاع الماء الصليبي… وكم كنت أتمنى من سمو رئيس مجلس الوزراء أن يخصص رقما خاصا بمكتبه لتلقي شكاوى المواطنين حول قضية انقطاع المياه وبعدها نترك الأمر له ليحدد مستقبل وزير الكهرباء وقياديي وزارة الكهرباء والماء!
…. ناطر بيت وغيرها من القضايا التي تهم المواطن الكويتي بحاجة إلى طراز خاص من القياديين أصحاب الرؤية والفكر الإستراتيجي، ولا يمكن بأي حال من الأحوال توقع توفر الحلول في ظل النموذج المتبع في اختيار القياديين وإقصاء الأكفاء… والله المستعان!