أقلامهم

ذعار الرشيدي: انحسار مد المعارضة ربما يبدو نصرا للحكومة، ولكنه ليس في مصلحة البلد.

شعندكم؟!
بقلم: ذعار الرشيدي
لا أعرف تماما ما الذي ستقوله المعارضة في مؤتمرها المزمع عقده في الأول من أكتوبر، ولا أعرف ما الشيء الجديد الذي ستكشفه أو ستقوله أو تدعو له.
باعتقادي انه ما من جديد ستأتي به المعارضة في خطابها، وربما، أقول ربما، تعيد مطالباتها السابقة ولكن بلهجة أكثر حدة، ولكنها لن تكون وبأي حال من الأحوال أكثر حدة من مؤتمراتها السابقة، ولا أعتقد أن أيا مما سيطرح في المؤتمر المزمع عقده سيسفر شيئا ولن يزيد أو ينقص شيئا، وذلك عائد الى انحسار مد المعارضة وبشكل كبير منذ 6 أشهر، وخفوت نجم رموزها كثيرا، وللأسف ان البعض فرح بهذا الأمر وهلل لدخول المعارضة في حالة «جزر» سياسية، واعتبر ان هذا انتصار للحكومة.
وفي الحقيقة ان انحسار مد المعارضة ربما يبدو نصرا للحكومة، ولكنه ليس في مصلحة البلد، فما من بلد يخلو من المعارضة الحقيقية إلا وكان ضحية الفساد وضحية للتفرد بالقرار وبالتالي الدخول في حالة «بيات» ديكتاتوري.
في الثمانينيات عندما اكتسح حزب المحافظين البريطاني غريمه حزب العمال اعتبر كثير من أعضاء حزب المحافظين ان هذا نصر سياسي كبير لم يتحقق لهم من قبل، غير أن أكثر أعضاء حزب المحافظين تطرفا رفض هذا النصر، معتبرين أنه وإن كان انتصارا سياسيا لهم بقيادة مارغريت تاتشر، الا انه سيأتي على حساب الديموقراطية.
لذا وفي بلد ديموقراطي كالكويت ليس من المصلحة سحق المعارضة أو العمل على اجتثاثهم، فبلد بلا معارضة هو بلد بلا ديموقراطية.
لا يجب بأي حال من الأحوال أن نسمح أن يأفل نجم المعارضة مهما اختلفنا معهم، فغياب المعارضة يعني أن الفساد السياسي والمالي سيكبر وينمو وتزيد حالة التفرد بالقرار من الحكومة، وسيأتي من يقول وبكل ثقة «لا صوت يعلو على صوت الحكومة» وسيعملون ما بدا لهم.
المعارضة هي جزء لا يتجزأ من المشهد السياسي، والطرف الأهم في أي معادلة سياسية في أي بلد، من هذا المنطلق يجب أن ندعم المعارضة في سعيها للعودة، مهما اختلفنا معها في الوسائل التي تتبعها، ولكننا لا نختلف على المبدأ الذي تقوم على أساسه، الأهم أننا لا نختلف ولا يجب أن نختلف على ضرورة وجودها وحضورها بقوة.
إذا كنت ضد المعارضة، ولا تريد أن تدعمها على الأقل لا تحاول أن تكسر من مجاديف مراكب سعيها نحو العودة الى ما كانت عليه.
اختلف كما تشاء مع المعارضة، ولكن لا يجب ان تختلف حول ضرورة وجودها وحضورها في المشهد السياسي، فوجودها أمر صحي للديموقراطية، وانحسار مدها.. يعني تنامي مد الفساد بأي شكل يكون.
توضيح الواضح: لمن يسأل المعارضة: «شعندكم؟!» عليه أن يعرف أنه وفي حالة الغياب الجزئية التي دخلت فيها المعارضة اليوم تنامى الفساد بشكل لا يتخيله عقل.