أقلامهم

ناصر المطيري: رغم تصاعد لغة العداء بين إيران وأميركا إلى ذروتها، إلا أن رصاصة واحدة لم تنطلق بينهما.

خارج التغطية 
أميركا وإيران.. وتغيير قواعد اللعبة 
 
ناصر المطيري
على إيقاع حديث الدم والنار في الشام ، يتبادل الرئيسان الاميركي والايراني رسائل الغل السياسية وفتح آفاق الحوار بينهما، وكأن النار التي تحرق سورية والسوريين هي التي ستُنضج الطبخة لمأدبة علاقات سياسية جديدة بين البلدين على طاولة المساومات وتوزيع الأدوار وتبادل المصالح وفق المتغيرات الراهنة والمستقبلية في المنطقة.
استمرت حالة اللاحرب واللاسلم بين ايران والولايات المتحدة لأكثر من ثلاثة عقود كانت فيها الولايات المتحدة بالنسبة للايرانيين «الشيطان الأكبر» وظلت طهران بالنسبة للأميركيين «رأس دول محور الشر» في العالم.. ورغم تصاعد لغة العداء بين البلدين إلى ذروتها في مراحل معينة الا أن رصاصة واحدة لم تنطلق بينهما، بل كانت مياه الخليج تموج بالمناورات السياسية واستعراض القوة من الجانبين. 
ولكن المشهد الراهن مختلف باختلاف معطياته على الأرض، فايران لاتريد أن تخسر سورية ساحتها وملعبها الكبير في الشرق الأوسط ومايتبعها من أوراق اقليمية مساندة تتوزع بين لبنان والعراق كلها تشكل عنصراً ضاغطاً على السياسة الاميركية تجاه إيران فتحسب لها ألف حساب قبل الإقدام على أي خطوة ، وفي الجانب المقابل المصلحة الاستراتيجية للولايات المتحدة في المنطقة إضافة للمسؤولية الاميركية عن أمن أسرائيل والمخاوف من النووي الايراني تفرض على واشنطن تغيير قواعد اللعبة مع ايران.
يبدو أن هناك تفاهما أو اتفاقا ضمنيا بين واشنطن وطهران على توزيع الأدوار واعادة التوازن السياسي للمصالح بينهما عبر تفاهمات تلبي مطالب الطرفين بأقل الخسائر، والقناعة الراسخة لدى الايرانيين والاميركيين اليوم أن ما سيحصلون عليه بالحوار خير مما سيحصلون عليه بالحرب.