آراؤهم

جمعية المهندسين الأمريكية وأخواتها

ذكريات جميلة ورائعة يتذكرها الإنسان حينما يشدوا به الفكر والخيال إلى ماضيه الجميل ، الذى رسمه وخطط له منذ نشأة بلوغ عقله وكيانه ، فعلا إنها أيام تمضى وتسير ويبقى أثر الذكريات عالقة فى العقل ، وتبقى هى الوسيلة الجميلة المعبرة التى يعيش على أثرها القلب والروح ككيان واحد ، وهنا أتذكر ذكرياتى الجميلة التى عشتها عندما كنت طالبا فى الولايات المتحدة الإمريكية – ولاية بوسطن ، كنت حين ذاك أواصل دراستى فى الهندسة المدنية التى أعشقها منذ الصغر ، وأتذكر حينها كنا فى أحدى الإستراحات فى الجامعة ، وكنا نناقش بعض الأمور مع أحد دكاترة الهندسة المدنية فى القسم ، إذا به يطرح علينا موضوع شيق وممتع ويقول لنا ، لماذا لا تلتحقون وتسجلون بجمعية المهندسين الإمريكية ؟ حين ذاك بادرتنا الدهشة والإستغراب من السؤال ! وقلنا له ، كيف نسجل ونلتحق بتلك الجمعية ونحن طلاب فى السنة الثالثة ، فقال إن جمعية المهندسين الإمريكية تلعب دورا مهما وبارزا فى إستقطاب وجذب طلبة الهندسة فى جميع الجامعات الإمريكية ، وهى بذلك تؤهلهم بالالتحاق بها عبر تقديم أفضل ما لديها من برامج هندسية وندوات وزيارات ميدانية إلى المعارض والمؤتمرات الهندسية ، وكذلك تدعمهم بالدعايات والإعلانات المميزة والهدايا القيمة لطالب الهندسة قبل تخرجة من الجامعة ، وفعلا قررت أن أبادر فى التسجيل فى جمعية المهندسين الإمريكية وعبئت نموذج التسجيل ، وخلال أسبوع فقط تم الرد على طلبى بالموافقة ، مع إرسال بعض الكتيبات التعليمية الهندسية وبعض الهدايا المرتبطة بالتعريف فى جمعية المهندسين الإمريكية ، وبدأت الجمعية ترسل الى بريدى كل أسبوع كل شى يتعلق بالهندسة المدنية من كتيبات ومجلات هندسية وعروض لحضور الزيارات التى تتعلق بالمعارض والمؤتمرات الهندسية المختلفة فى جميع أنحاء العالم ، وكذلك الهدايا التذكارية تارة بالمجان ، وتارة أخرى بسعر مغرى جدا لا يتراوح العشرون دولار ، فعلا كان إشتراكى بتلك الجمعية منفعة لى فى كل جوانب حياتى العلمية والعملية ، حتى تخرجنا والحمداللة ، وجئنا إلى الكويت لنبنى ونعلم ما تعلمناه من مناهج دراسية ، ونطبقة فى الواقع ، وأول فكرة خطرت ببالى أن أذهب وأشترك فى جمعية المهندسين الكويتية ، فيا ليتنى لم أذهب ! وفعلا ذهبت وملئت نموذج الإشتراك ، وطلب منى بعض أوراق التخرج مع مبلغ مالى ، ودفعته ، وكنت فى ذلك الوقت بإنتظار إتصال أو رسالة على بريدى الإلكترونى أو على عنوان البريد ، وللاسف لم يحدث أى شي من التواصل بين الجمعية وبينى إلا عند نهاية إشتراكي بإسبوعين على ما أذكر قاموا بالاتصال بى وفرحت حين ذاك وقلت فى نفسي إن شاء الله يكون خير ، فإذا بهم يسألوني إذا كنت أريد أن اجدد إشتراكى السنوى ؟ وهنا إنتهت قصتى ومآساتى مع جمعية المهندسين الكويتية ، وهنا أوجة رسالتى إلى كل جمعيات النفع العامة فى الكويت لماذا لا تتبعون طريقة جذب وإستقطاب خريجين الجامعات كما تفعل الولايات المتحدة الإمريكية فى إبهار الخريجين بأحدث التكنولوجيا الحديثة والمتطورة ، أم إن هناك عجز وكسل وإهمال لديهم فى ذلك .                                     
adel_alqanaie@hotmail.com