أقلامهم

ذعار الرشيدي: الحكومة تنام ملء جفونها عن شوارد هاشتاقات الشعب الكويتي وتغريداته.

الفرزدق «يهشتق» الحكومة!
بقلم: ذعار الرشيدي
يكتفي الكويتيون هذه الأيام في حال اعتراضهم على أي قرار حكومي بعمل وسم «#» أو ما يعرف باسم «هاشتاق» على موقع تويتر ومن ثم كيل مختلف أنواع الانتقاد ضد الحكومة وقرارها، الذي يرون فيه تعديا على حقوقهم، ويتراوح مستوى الانتقاد في التغريدات التي يضمها الهاشتاق بين السخرية الجارحة والشتم، والتحليل العلمي البسيط وما بينهما!
>>>
لا أعلم إن كانت الحكومة ترصد «هشتقة» الشعب الكويتي لها، ولكن ما أعرفه أن الحكومة تنام ملء جفونها عن شوارد هاشتاقات الشعب الكويتي وتغريداته، ولا يهمها حتى وإن «هشتقوها» ألف ألف مرة، فهي تسير ومنذ انطلاقة مجلس ديسمبر 2012 تحت راية «لا صوت يعلو فوق صوت الحكومة».
>>>
الشعب الكويتي وحكومته «والهشتقة» وما بينهما ينطبق عليه بيت الشاعر الكبير جرير في هجاء الفرزدق عندما قال:
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً
أبشر بطولة سلامة يا مربعُ
ليتحول ووفق واقعنا اليوم إلى
زعم الفرزدق أن «يهشتق» مربعاً
أبشر بطول سلامة يا مربعُ
>>>
حكومتنا لا تنفع معها اطلاقا الآراء المعترضة عبر موقع تواصل اجتماعي، بل هي بحاجة إلى معارضة حقيقية تصحح مساراتها، معارضة حقيقية تخرج من رحم الشعب وتتحرك، ولا تكتفي بالكلام فقط سواء بـ«الهاشتاقات» أو بالمؤتمرات، بل بحاجة إلى تشكيل جبهة معارضة حقيقية، بعد أن يتسامى أعضاء معارضة الأغلبية عن خلافاتهم، ويفتحوا صفحة جديدة، ويدخلوا من جديد في العملية الديموقراطية من بابها الشرعي، وهو مجلس الأمة.
>>>
المقاطعة وإن آتت أكلها في مجلس ديسمبر 2012، وثبتت رأيا معارضا للتفرد الحكومي بالقرار السياسي، إلا أنها وفي امتناعها ومقاطعتها لمجلس يوليو 2013 خسرت بقدر ما خسرت الحكومة من مصداقية، لذا دخول أطياف المعارضة الانتخابات القادمة والمتوقع ان تعقد في اقل من ستة أشهر هو امر مستحق، بل وواجب وطني عليها، قبل أن تتحول إلى شعب يعارض حكومته بـ140 حرفا فقط لا غير.