كتاب سبر

لن تسير وحدك.. يالوشيحي

صبراً أبا سلمان .. إنه قدر الأحرار
بهذه الكلمات عبر ضمير الأمة وقلبها النابض مسلم البراك على خلفية الحكم الصادر بحبس الإعلامي محمد الوشيحي ، فذهبت بعيداً جداً أسترجع الذكريات وأعيد صفحات التاريخ وإذ بي أستعيد مشهد اعتصام في “الصحة” ويوجد رجل يقف في الصف الأمامي يدافع عن الموظفين ويطالب بحقوقهم ويكتب بقلمه، وأقلب صفحة التاريخ وإذ هناك اعتصام للتعليم هو نفسه في الصف الأمامي يجلس بجوار الطلبة والمعلمين يسمع همومهم ويشاركهم مشاكلهم، وأقلب الصفحة وإذ عبر الأرشيف أشاهد برنامجه الذي يكشف الفاسدين وسُراق المال العام، وأقلب الصفحة وإذ هناك اعتصام للشعب بأكمله يطالب بحقوقه في مسيرة كرامة وطن هو نفسه ترك المنابر ونزل للشوارع مع الشعب وقف بجانبهم وحمل أوشحتهم ، سُجلت عليه أكثر من قضية لم تكن سرقة مال عام أو ديزل أو مناقصات بل كانت جميعها مشاكل  تخص  الشعب والدفاع عن مقدرات البلد وشرائح المجتمع، وقتها عرفت بأن هذا الإنسان لا يمكن أن يكون شخصاً عادياً أو متكسباً أو متسلقاً .. حمل هموم الشعب على عاتقه، دافع عن كرامات الناس وكان خنجراً مسموماً لكل فاسد في هذه الأرض .. كان كابوساً يلاحقهم ، وعبر قلمه وبرنامجه قذف الرعب في قلوبهم .. قاد الإعلام من الهاوية إلى القمة، أعطى الأمل بأن هناك إعلاماً شعبياً حقيقياً يحاسب، ورغم أنه كان وحيداً يحارب ويكتب ويناضل ويحاسب كان للشعب وإلى الشعب لم يخذلهم يوماً، كان الشمعة التي تضيء مستقبلهم عندما يسود الظلام، كان عنواناً للشهامة والعزة والكرامة.. يقول هو : “جلدي أصبح كالتمساح”، فعلى ذلك لا خوف عليه ولا هم يحزنون.. 
يقول ابن خلدون: أن يكرهك الناس لصراحتك ، خير لك من أن يحبوك لنفاقك .. كرهك أذناب السلطة لأنك لم تجامل على حساب الشعب والوطن، كنت تضرب بقوة وتوجعهم، كنت تدافع عن الوطن وعن الأرض، كنت تحمل سلاح القلم فيما غيرك يسرق ويحمل الملايين والمليارات من مال الشعب.. هل تريد أن تعرف حُب الناس لك؟.. ما عليك إلا أن تقرأ في تويتر عبر هاشتاق #الحرية_لمحمد_الوشيحي وسترى كيف يحبك الناس وكيف سرقت قلوبهم .. 
لن أقول اصمد واصبر، لن أقول لا تخف ولا تحزن، أعرفك جيداً، ألم تقل أنك اخترت هذا الدرب ولن تحيد عنه؟ فكيف يخاف من سلك هذا الدرب؟ .. ( لن تسير وحيداً ) وعذراً للجمهور الإنجليزي الذي يردد هذه الأنشودة عند كل أنكسار لفريقهم .. لن تسير وحيداً والبلد مكتظة بالأحرار والأشراف .. لن تسير وحيداً ومازالت الضمائر حية تنبض برد الجميل والشهامة والوفاء، لن تسير وحدك يا “بوسلمان”، فخلفك جيوش من الشباب الأحرار الذين يستلهمون منك الشجاعة والعزة .. لن تسير وحدك لأنك سرت معهم عندما ساروا، ولم تتخل عنهم، فلذلك لن نتركك وحيداً وسنبقى بجانبك وسنقف بصفك وسننزل لأجلك .. عذراً مقدماً محمد الوشيحي فالتضحيات والمواقف الكبيرة تقف أمامك بخجل وحياء ولن نقدم ما قدمته أنت .. يكفي أنك تركت المنابر ونزلت للشارع تقف مع الشعب وحينما تطلب الأمر منك أن تكون حاضراً لبّيت النداء من غير دعوات ، فلذلك لزاماً علينا ألا نتركك تسير وحيداً يالوشيحي.
قصة قصيرة :
إننا نعرف ابن حنبل ولا نعرف اسم جلاده  ونعرف ابن تيمية ولا نعرف اسم سجّانه،
فالجلادون والسجانون يذهبون دوماً إلى مزابل التاريخ .