أقلامهم

محمد الدوسري: حكام أغلب دولنا العربية والإسلامية أصبحوا مجرد مناديب لدول الاحتلال.

الغول والعنقاء..والحاكم العادل
محمد مساعد الدوسري
-1
 ما هي عقدتنا كعرب ومسلمين؟، سؤال كبير لا أدعي القدرة على الإجابة عليه، إلا أن هناك ما يمكن اعتباره من ضمن العقد التي تمنع نهضة جديدة لنا كأمة عربية مسلمة، عانت من دخولها في التيه منذ ما قبل سقوط الخلافة الإسلامية حتى يومنا هذا.
أولى هذه العُقد، هو الخضوع المباشر وغير المباشر للاحتلال الأجنبي، غربيا كان أم شرقيا، عسكريا كان أم اقتصاديا أم ثقافيا، وامتداد هذا الخضوع ليتحول إلى ثابت رئيسي في سياسة دول عربية وإسلامية كثيرة، لدرجة أن الحج للبيت الأبيض أو الكرملين أصبح فريضة لدى عدد كبير من الحكام.
السباق لإرضاء الاحتلال في دولنا العربية، دفع أنظمة لقمع شعوبها وتجويعها ونهب ثرواتها، في سبيل الإبقاء على رضا هذا الاحتلال، بل أن بعض الحكام أصبح يتصرف طوعا في خدمة هذا المحتل حرصا على عدم تعكير صفو علاقته به، اسألوا عن المساعدات والهبات والإتاوات التي تقدم من هذه الدول لتمويل حملات أو تدعيم اقتصاديات لا دخل لنا بها كشعوب بائسة.
ثاني هذه العقد، يرتبط بالأول بالطبع، فحكام أغلب دولنا العربية والإسلامية أصبحوا مجرد مناديب لدول الاحتلال، فقدوا مع هذه الوظيفة أي إحساس بالمسؤولية تجاه شعوبهم، وأصبح العدل بالنسبة لهم يقاس في عدم الإخلال بإعطاء كل فئة أو طائفة حقها من الظلم والبطش والإذلال، مع وجود استثناءات طبعا هنا أو هناك من هذه الدول.
كل ما سبق يعطيك انطباعا أكيدا بأن الغالبية من هؤلاء الحكام لم يعد يفكر في قضايا الأمة وحقها في النهوض الحضاري ودفاعها عن ثوابتها ومقدساتها، وهو التفسير البسيط لما وصلنا له من ذل كأمة كانت تحكم الأرض، لتنحدر إلى شعوب تتقاذف الإهانات وتتبادل الاتهام بالخيانة والعمالة عند كل منعطف أو استحقاق.
الابتعاد عن الدين هو جوهر أزمتنا، تعالي ثقة الأنظمة والحكام في محاربتهم للدين ومطالبهم الوقحة في فصل الدين عن الدنيا دليل على أزمتنا، تآزر دول وحكام في حربها المسعورة لكل ما هو إسلامي هو الكاشف لأزمتنا، الأزمة عميقة بلا شك، لكن ما يهون علينا الأمر أننا قد وصلنا للحضيض، ولم يعد لدينا الآن إلا النهوض من هذا القاع الذي يريد لنا البعض أن نستمر فيه.