أقلامهم

نواف البدر: محمد الخالد لديه كل مفاتيح حل وإنهاء قضية “البدون”.

«أخونة البدون»!
كتب المقال: نواف فهد البدر
لا غرابة في اتهام “البدون” في هذه التوقيت بأن من يحركهم في نشاطهم ومطالباتهم بحقوقهم المسلوبة “الإخوان”، خصوصاً أن “الإخوان” في العالم العربي يمرون بفترة عصيبة وحملة تخوين وتشكيك في أغلب البلدان وعلى نطاق واسع.
ومراحل التخوين والتشكيك في “البدون” متعددة ومتنوعة ومتضاربة أيضا، وفي بداية خروج “البدون” في التظاهرات قيل إن من يحركهم إيران وأتباعها في الكويت! ومن ثم تحول الحديث بعد تزامن تظاهرات “البدون” مع تظاهرات الحراك السياسي الكويتي المعارض بأن من يحركهم المعارضة!
وقبل ذاك بفترة تم ترديد أن “البدون” بعثيون، وقالها أحد النواب السابقين بأن “البدون” يتبعون “جيش المهدي”! وقيل إنهم ينسقون مع تظاهرات البحرين أيضاً، وأخيراً نشرت بعض الأخبار عن اتهام “البدون” أن من يحركهم “الإخوان”.
الإنسان العاقل والمتابع لتعامل الحكومة ومواليها والعنصريين يعي بالطبع أن ترديد الاتهامات وتنويعها ضد “البدون” يهدف إلى تشويه صورتهم بعد أن برز “البدون” في العمل على نطاق واسع في نشر قضيتهم ومعاناتهم ومطالباتهم، بعد عقود من التهميش والتضليل والتعتيم، بعد أن أصبح هناك إعلام حر ومواقع تواصل لا تملك الحكومات السيطرة عليها.
وفي هذه المرحلة من عمر قضية “البدون” في الكويت التي امتدت إلى 60 عاماً لم تعد هذه الأكاذيب والإشاعات تجدي نفعاً أو تأثيراً على حقيقة معاناة “البدون” والظلم الذي يعيشونه، وعلى الحكومة أن تضع حلولاً جذرية وشاملة للقضية وأن تبدأ فوراً بإعطاء الجميع حقوقهم المدنية الإنسانية (جميع البدون) دون استثناء، وتطبيق قانون “الأربعة آلاف” فوراً قبل انتهاء العام.
وصرح الجهاز المركزي بأنه رفع مرات عدة أسماء للمستحقين للجنسية، وآخر دفعه قام برفعها كانت في شهر سبتمبر وفيها قرابة 500 اسم لمستحق للجنسية، ويقول الجهاز إن من يعطل إصدار الجناسي لهم هي اللجنة العليا للجنسية التي يرأسها معالي وزير الداخلية، لذلك لا عذر لدى الحكومة واللجنة العليا للجنسية في تأخير تجنيس “البدون” الذين عددهم ليس بقليل وملفاتهم تم الانتهاء من التدقيق منها وموجودة لدى اللجنة العليا للجنسية.
وقد تفاءل البعض بوجود وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد واستبشر البعض بأنه سيقوم بتجنيس دفعات من “البدون”، ونرجو ذلك على وجه السرعة نظرا لأنه رئيس اللجنة العليا للجنسية ورئيس مجلس إدارة الجهاز المركزي أيضاً، بمعنى أن الشيخ محمد الخالد لديه كل مفاتيح حل وإنهاء قضية “البدون”… ننتظر ونحكم على ما سيحدث في ملف “البدون” في عهد الشيخ محمد الخالد… ونتأمل الخير.