أقلامهم

محمد حيات: إلى متى لا تريد أن تعترف الحكومة هي والقوى السياسية بعجزهما في حل قضية البدون؟

سوالف / وسَـجل يا تاريخ (بدون) توقف!
محمد جوهر حيات
يبقى وسيبقى التاريخ هو وحده سِجل الأوطان والمدونة الأولى لما حصل في سنواتها من أحداث وتجارب ووقائع، ويُصنع تاريخ الأوطان عبر شعوبها، فالشعوب هي من تُحدد مصيرها ومصير أوطانها شريطةُ أن تكون إرادتها حية لا تعرف الموت وقد تعرف (المرض) أحياناً!
فكل شعب حيّ هو المسؤول الأول وربما يكون الأوحد عما يحدث في موطنه من أحداث وأعمال سواء كانت سلبية أم إيجابية وهو من يتحمل نتائج تلك الأعمال بمختلف درجاتها كونهُ يتعاطها ويتعايش معها بعد أن صنعها بيده!
فلا مجتمع متحضرا بلا قيم إنسانية كالمساواة والعدالة والحُرية، ولا بلد تنمويا بلا سُلطات تفقه وتعمل بتلك القيم، ولا أمة محترمة دون أن تغرس تلك القيم في عقل وقناعات أبنائها!
فإلى متى تعجز دولة المؤسسات الدستورية ذات الثراء الفاحش والكرم الملياري الطائل عن حل قضاياها العالقة منذ سنين كالبدون والإسكان والبنية التحتية والتعليم والصحة والمنشأة الرياضية والمرور؟!
وإلى متى دولة المؤسسات الدستورية والتبرعات المليارية تهتم بتخفيف المعاناة البشرية في الدول العربية والإسلامية كافة وغيرها وتتعمد تجاهل الكارثة الإنسانية المثبتة في بقاعها وأراضيها؟!
وإلى متى نسمع من سُلطاتنا بأن المستحق سوف يمنح الجنسية وغير المستحق سوف نمنحهُ إقامة دائمة أو موقتة وفات بنا الزمان والدهر ولم نر المستحق جُنس وغير المستحق عولج ملفه أو أُبعد كما تُكرر تلك السُلطات!
وإلى متى يتم إتهام هذه الفئة من قبل الحكومة بالتدليس وبإخفاء جنسياتها الأصلية دون دليل؟ وإلى متى تقول الحكومة بأنها تعلم ما هي جنسياتهم وتظل صامتة لا تُحرك ساكناً؟!
وإلى متى تبقى هذه الفئة منكوبة بلا هوية وحقوق مدنية وشهادات ميلادية وتطبيب وتعليم وتوظيف؟ وإلى متى ممثلو الحكومة يقولون بمؤتمرات المنظمات الإنسانية الدولية ما لا يفعلون على أرض الواقع تجاه ملف هؤلاء البشر من فئة البدون؟!
وإلى متى لا تريد أن تعترف الحكومة هي والقوى السياسية بعجزهما في حل هذه القضية الإنسانية؟ وإلى متى يطالبون هذه الفئة بالصبر حتى ملّ الصبر من صبرها؟! يا حكومة ويا ساسة يا منظرين تجرعوا مرارة كأس العيش ستين عاماً بلا هوية حتى تطالبوا البشر بالصمت والصبر!
وإلى متى هذه القضية حقلاً للأصوات الانتخابية من قِبل العنصريين أو المتعاطفين مع هذا الملف قولاً وليس فعلاً؟! وإلى متى تُسحق حقوقهم الإنسانية كافة حتى حُرموا من إبداء رأيهم وقناعاتهم بكل سلمية في ساحات تيماء الفقيرة عمرانياً والغنية بالعزة والكرامة والصبر على المصائب الإنسانية؟!
وإلى متى تُفصّل الحرية وفق المقاسات العرقية والمذهبية والجنسية؟! فالحرية قيمة إنسانية وليست ماركة كويتية يا بشوات التسلط والأمراض العنصرية؟!
• عزيزي العُنصري، أثناء الاحتلال العراقي الغاشم سمح لك الإنكليز بالتظاهر السلمي في شوارع لندن الفاخرة ولم يمنعوك لأنك عربي أو مسلم أو لأنك لستَ من ملتهم الشقراء، فكيف بك يا إنسان أن تمنع إنسانا من حقه بالتظاهر السلمي في ساحة صفراء خاوية خالية من أي مؤسسات حكومية وحيوية؟ شافك الله من داء العُنصرية! الذي أفقدتك معنى الإنسانية!
التاريخ سيستمر بتسجيل كل تلك النقاط السوداء دون استحياء أو خجل من الذهب الأسود أو من شعبنا المترف الذي فقد بعضهُ إنسانيته مع الأسف وسيسجل التاريخ أيضاً بأنهُ في يوم اللا عُنف العالمي ضُرب (الإنسان) في موطني!
• تحيه إجلال وتقدير خاص لسعادة اللواء إبراهيم الطراح على رُقي تعامله الحضاري مع المتظاهرين السلميين وليت رجالات الأمن يحذون حذوه ويحفظون المتظاهرين بكل أمانة وصدق بلا عُنف بيوم اللا عُنف! وسجل يا تاريخ (بدون) توقف!