آراؤهم

عرب الشرق والغرب

بعد سنين طويلة عشتها ما بين عرب الشرق والغرب ومواقف كثيرة أفرزت نتائج لا تخطؤها عين ولا ينكرها عقل، هي واقع نلمسه لا خيال نتدارسه، وليس شرطًا أن يكون عربيًا مسلمًا او غير مسلم حتى ينطبق عليه هذا الرأي المولود بعد مخاض تجارب ليس بالسهل، هناك عادات وتقاليد تربى عليها كل عربي شرقي واثمرت البيئه التي ترعرع فيها تطبيق السواد الأعظم منها ان لم يكن كلها ونخص بالذكر منها الصدق والامانه والاحترام والحشمة ومجافاة المفردات البذيئة والفاحشة والغيره والتكافل والنخوة والكرم وإن كانت هناك فئات شذّت عن هذا المسار في بعض الدول فالغالبية الموجبة طاغية بوضوح، وإن كان مسلما فكل هذه الصفات وردت بتعاليم الاسلام ناهيك عن روائع باقي الصفات كصلة الرحم والحب في الله وحب الخير للمسلم وتحريم ماله وعرضه وأرضه على المسلم الاخر وما إلى ذلك والمجال لا يتسع لذكر العشرات منها، مشكلة عرب الغرب مسلمين كانوا أو لا عدا الشواذ عن هذا الاستنتاج انه نتيجة تأثير البيئة الغربية أخذت عادات وتقاليد الغرب تستشري بشخصية العربي المسلم وغير المسلم الغربي، فتجد البعض يحافظ على لبس زوجته المحتشم عند زيارة الشرق ويعمل العكس حين يعود لمقر اقامته بالغرب، وهناك امور اخطر وهي استثمار آيات واحاديث بصورة غير صحيحة كالدين يسر وليس عسر وان الله غفور رحيم وانه اعلم باحوال البشر وهكذا، يهمني ما حصل معي من تجارب في عدة دول على مدى سنوات والحبل على الجرار، في فرنسا اغلب سائقين التاكسي من عرب الغرب لكن ان حفظك الله تقع بسائق فرنسي الاصل لأنه وان نصب عليك فسيكون ما فعله خمس ما يفعله عربي الغرب ولا نريد ذكر اصول الجنسيات لانه بالتأكيد صادفكم هذا الموقف، وينسحب هذا المثال على بلاد غالبيه عرب الغرب بباقي الدول، والأدهى من ذلك انه في ايطاليا كمثال ليس على سبيل الحصر لا يسرقك فقط بل يبيعك للعصابات بعد الاستمتاع بوجبته الدسمه بأموالك، كنت دوما معارضا لهذه الفكره إلا ان تجارب السنين اوقفتني عند حدي وارغمتني على العزوف عن المعارضة، اخرهما موقفين احلاهما مر، اولهما انني ذهبت واصدقاء لي الى ميونخ في جمهوريه المانيا وكانت بطارية جهازي الآي فون تنتهي بسرعه فقررت ان ابدلها الحقيقه احببت وبرغم كل تجاربي السابقه مع عرب الغرب  ان يحدث ما يثلج صدري ويعيد حساباتي صحيح انه سيكون موقف مقابل العشرات السلبيه لكنني هكذا عاهدت نفسي ـ كنت اريد مجرد حجه ـ ان كان هذا الموقف ايجابيا سأعيد النظر من جديد، حتما تجرك القوميه والنزعه الدينيه  الى هكذا قرار في الغالب، تركت نصيحة اصدقائي الذهاب لمصلح تليفونات الماني وذهبت معهم لمحل صاحبه عربي غربي، كان مسلما من بلاد تاريخها دموي منذ ابصرت النور، فطلبت منه تغيير البطاريه ووضع بدلا منها اخرى اصليه وبعد ان تأخر عن موعده ساعتين استلمت التليفون وكان الله غفورا رحيمًا، وما ان مر اسبوع حتى اغلق التليفون فجأة، اضغط على زر بداية عمله دون جدوى، وحين ذهبت  لهندي صاحب محل اعرفه قال لي ان هذه البطاريه تجاري-مقلده-  ليست جيده احترقت بل واحرقت معها بعض ما يستلزم تبديله، أما الموقف الثاني : كنت يوما ما في بلد اوروبي اريد ان اشتري شاحنه واصدرها للخليج العربي فإستعنت بعربي ليساعدني وأفهمته انني لا اعرف لغة البلد ولا حتى الانجليزية، بالطبع كنت اعرف عنوان السياره وسعرها لكني قلت لأخينا العربي ارجو وبحكم معرفتك للغتهم ان تجعل صاحب الشاحنه يساعدنا في السعر ويعمل لنا خصم فقال بالطبع: ابشر ولا تهتم ساعمل قصارى جهدي، بعد وصولنا قال العربي لصاحب الشاحنة: هذا الرجل -يقصدني أنا – لن يشتري الا إن قلت له إشتر  ولهذا عمولتي 1000يورو  وإلا لن تستطيع بيع سيارتك ولا يهمني ان تخصم من السعر او تتمسك به ونحن ابناء وطن واحد دعنا نستفيد من هؤلاء، وللعلم هو لا يعرف الا اللغة العربية وهذه فرصتنا، من المحزن المفرح ان صاحب الشاحنة قال لا يمكن ان اعمل ذلك مع شخص قطع كل هذه المسافة من اجل شراء سيارتي،بعد ذلك تدخلت وسأترك لكم التكهن بما تصرّفت، ولهذا فلن اعيد النظر وانصحكم عند السفر بالتعامل مع الغربي والإبتعاد عن العربي الغرب.
 
وإسأل مجرب ولا تسأل حكيم 
@mayahghanim