أقلامهم

محمد عبدالله المطر: إعلام بلا ضمير..والحرية للوشيحي

من أكثر المقولات التي شدتني وجعلتني افكر فيها بشكل كبير هي ما قاله وزير اعلام هتلر (اعطني اعلام بلا ضمير اعطيك شعب بلا وعي) فمنذ ان قرأت هذه المقولة لأول مرة وانا متعجب انه هل يستطيع الاعلام فعلياً ان يجعل الناس بلا وعي بهذا الحجم ؟! ثم توالت الاحداث بعد الاحداث محلياً ودولياً لتؤكد لي هذه الحقيقة ان الاعلام له دور كبير او الدور الكبير في تشويه الحقائق وقلب الموازين وجعل الباطل حق والحق باطل فأنت تشاهد اشخاص وكيانات و قضاياً لا تمتلك الا ان تقول انها على حق ومع ذلك تجد الاعلام لعب لعبته مع كثير من الناس وجعلهم يرون هؤلاء اهل الشر كله ! والعكس صحيح ان ترى اهل الباطل يراهم الناس بأنهم اهل الصلاح والحق وكأن هذا الامر تصديقاً لما قاله حبيبنا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (يخوّن الامين ويؤتمن الخائن) .
ان الاحداث الاخيرة لمصر كشفت هذا الامر بكل وضوح فأهل الباطل هناك يملكون الاعلام الرسمي والخاص فإجتمعت مصالح اهل الانقلاب مع من يؤيدهم من التجار والفنانيين وكثير من اهل المصالح ومع ما يحدث من تماسك لوعي مجاميع معينه من الناس ومقاومة هذا الفساد والكذب الكبير الذي يمارسه هذا الاعلام الفاجر شئ مهم وموجود ويساعده وجود اعلام قليل ومحاولات محدوده لتقديم الرأي الواقعي والسليم ولكن غلبة اهل الباطل بالامكانات المادية والوسائل لها اثر على تشويه الصورة عند بعض الطيبين من الناس البسطاء .
لا انكر ان هناك وعي كبير عند الناس مع مصارعة اهل الباطل ولكن على الحركة الاسلامية خصوصاً الاهتمام الجدي بالملف الاعلامي واتخاذ الحلول الواقعية الجدية والكف عن التصورات والاجتماعات والورش التي تنتهي كأنها سراب فأقدموا بكل طاقاتكم البسيطه وشجعوا اي مبادرات وانتم قادرون بقوتكم وامكاناتكم البسيطه على هز الباطل وتدميره لان الباطل مهما تم تجميله والانفاق على تحسين صورته المشوهه فهو هش سريع السقوط فشاركوا بالقنوات والصحف واعملوا المقاطع وانشروا الصور والمعلومات بكل وسائل الاتصال  وتحدث الى الناس وزورهم واشرح لهم وجهة نظرك فالناس سهل ان تقتنع بمن يوضح الحقائق وكن انت الاعلام البديل
الوشيحي نموذجاً للحرية
الاعلامي الشجاع الذي اختلف معه كثيراً محمد الوشيحي كان نموذجاً رائعاً في مواجهة قوة الاعلام المشوه والمحرّض فكان بمقالاته وبرنامجه بمقدماته الجميله يشكل ازعاج كبير فلم يتحمل من يمتلك الوسائل بوجود صوت الوشيحي ورأيه لما قلنا ان الباطل هش وسريع السقوط مع وجود الكم العائل من القنوات والاعلاميين الساقطين  وما يحملوه من سوء ادب وكذب ولكن لم يتم مسّهم بشعرة واحده فلنتخيل وجود اكثر من واحد مثل الوشيحي لتغيرت امور كثيرة.