أقلامهم

الوشيحي.. والدعارة!

أخطأ الصديق اللدود، محمد الوشيحي، عندما ظن أن مقولة سمو الشيخ ناصر المحمد: “بالرغم مما طالني من تجريح إلا أنني أسامح الجميع”، تعني أن يتنازل المحمد عن القضايا المرفوعة ضد “الكاتبجي”، فالمحمد وإن كان قد سامح الوشيحي، إلا أن هناك قضايا مرفوعة من باب “العتب”.. والعتب على قدر المحبة يا بو سلمان! 
بادئ ذي بدء، ليسامحنا الوشيحي إن كنا لم نعر اهتماما كبيرا لما قاله بعض محبيه، من أن هذه الأحكام جاءت لأن قلمه وقف شوكة في “بلاعيم” الفاسدين، وأقض مضاجع الحاقدين. فنحن، مهما كانت الأسباب، لن نقبل أن تطلق على أحدنا ألفاظ مثل “واطي.. كلب.. رخو .. لعنة الله عليك”، ولذا نؤكد بأنه، مهما اختلفنا مع سمو الشيخ ناصر المحمد سياسيا، يظل سموه محشوما عن أي كلمة سب أو قذف قد تسئ الى شخصه.
لكن، بالمقابل، فقد كتب الوشيحي مؤخرا مقالا، على شكل خبر منشور في جريدة “سبر” الالكترونية، قطع به قول كل خطيب.
إذ أوضح الخبر أن الوشيحي لم يحدد من هو “ناصر” المقصود بتغريداته. وتجدر الاشارة الى أن المحامي عماد السيف، محامي سمو الشيخ ناصر، كان قد طلب مرارا، عبر وسائل الاعلام، من الوشيحي أن يحدد المقصود بـ “ناصر”، ما يدل على أن التغريدات جاءت مبهمة، لا تنطبق بالضرورة على أحد بعينه.
وأحسن الوشيحي في صياغة الخبر حين ختمه بالقول: “رغم أن الوشيحي لم يحدد المقصود بتغريداته، إلا أن حكم المحكمة فسّر، على غير العادة، الشك ضد المتهم وليس لصالحه، كما يجب أن تكون القاعدة القانونية الشهيرة”.
لن نعلق على حكم المحكمة، لكننا سنقاضي المحامي عماد السيف في محراب الصحافة، حيث ارتكب جنحة خطيرة.. بمعيار حرية الرأي، حين ربط التغريدتين بمقالين منشورين سابقا، بحجة وجود مصطلح “الرخاوة” فيهما! -حيث جاء في المقال: “رئيس الحكومة صاحب السياسة الرخوة”، بينما جاء في التغريدة: “ناصر الرخو..”.
ولعمري إن الربط بين الاثنين لعجيب، ولإن سكتنا عن مثل هذه السابقة، فسيصبح أي كاتب منا معرضا للملاحقات القانونية المتكررة، وربط الاتهامات مع تغريدات أو مقالات سابقة، بما يخدم هوى الخصوم!
إن من حقنا كقراء أن ندخل في النوايا، وأن نعتبر المقصود، بتغريدات الوشيحي، هذا الشخص أو ذاك. لكن، أمام القانون، لا مجال للتخمين، بل يجب أن تكون الأدلة حاضرة، والقرائن واضحة كالشمس، فالمتهم “برئ” حتى “تثبت” إدانته!
ولعل الطرافة كل الطرافة جاءت في رد رئيس جمعية الصحفيين، خفيف الظل، وهو يدافع عن تخاذل الجمعية في الذود عن حرية الرأي والتعبير، حين أعلنها صريحة، لا فض فوه، ولا انفض متابعوه: “مو ناقص إلا ندافع عن المجرمين وتجار المخدرات.. والدعارة”!
 @DrTariqAlAlawi