أقلامهم

عبدالعزيز الفضلي: شوه بعض أهل العمائم واللحى الدين وجعلوا الناس ينفرون منه بسبب مواقفهم المصلحية.

رسالتي / مفتٍ تحت الطلب
| عبدالعزيز صباح الفضلي |
من شــــاهد مقـــــطع الفـــــيديو المسرب لمفتي جمهورية مصر السابق وهو يتحدث لقادة الانقـــــلاب بــــعد فــــض اعـــتصامي رابعة العدوية والنهضة، لا يشك لحظة بأنه لم يراقب الله عز وجل في العلم الذي يحمله.
فقوله عن المعتصمين بأنهـــم (ناس نـــتــــنــــة ورائـــــحـــتهــــم وحشــــــة في الظــاهر والــــباطــن) ودعوته لتطهير مصر من هؤلاء الأوباش حسب وصفه، ووصف مسجد الفتح بأنه كمسجد الضرار الذي اتخذه المنافقـــون فـــــي عهد الرسول صلى الله علــــيه وسلم لتفرقة المسلـــــمين، وجـــعل المعارضين للانقـــلاب بأنهم كلاب النار كالخـــــوارج، ثــــم ثنــــائه على من قــتلوا المعــتصمين بقوله: طوبى لمن قتــــلهــــم أو قتلوه، ومن قتـــلهم كان أولى باللـــــه منهم، ثــــم يــــزعـــــم بأن الــــرؤى تـــــواترت بـــتأييد السيسي من قبل رسول الله عليه الصلاة والسلام وصالح المؤمنين، ثم ادعائه بأن الله تعالى ورسوله والمؤمنين كلهم مع السيسي، ثم دعوته للسيسي بأن يضرب المعارضين للانقلاب بالمليان، ويحذره من التضحية بالجنود من أجل أولئك الخوارج، ثم بعد دعوته للسيسي لقتل المعارضين يختم المفتي كلامه بالقــــول هذه هي سماحة الإسلام وحلاوة الإسلام!!
إن من المحزن أن يبيع الإنسان دينه من أجل دنيا غيره، وأن يؤثر رضا السلطان على غضب الواحد الديان، لقد حذر الرسول عليه الصلاة من فتن تصيب الناس حتى تجد الرجل يبيع دينه من أجل عرض من الدنيا قليل.
لقد اختـــتم المفتي كلمته بدعاء: اللهم اجعل الدنيا في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا، وكأنه يريد اظهار أنه لم يرد بكلمته إلا الحــق، وفـــــي اعتقــــادي أنه ينطـــــبق عليه المثل القــــــائل: كاد المريب أن يقول خذوني.
فمن يرتكب جرما يغلب على كلامه الحديث عن نقيضه، ولذلك وجدنا السيسي في معظم خطاباته يتحدث عن وفاء الجيش وعدم خيانته.
لقد شوه بعض أهل العمائم واللحى الدين وجعلوا الناس ينفرون منه بسبب مواقفهم المصلحية، وتسببوا في إهانة العلم والعلماء فصار ينطبق عليهم قول الشاعر:
ولو أن أهل العلم صانوه صانهم… ولو عظموه في النفوس لعظما
ولكن أهانوه فهان ودنسوا محياه.. بالأطماع حتى تجهما
لقد أصبح حال بعض علماء المسلمين كحال علماء بني إسرائيل الذين أخذوا العلم لكنهم لم يعملوا به فذمهم الله تعالى.
وبرغم هذه المواقف المخزية من بعض علماء السلاطين إلا أنه لا يزال في الأمــــة من أهل العلم والصلاح والفــضل من يقولون الحق لا يخافون في الله لومــــة لائم، ولا يقبلون أن يكونوا شــــهود زور أو شياطين خرس.
 
twitter : @abdulaziz2002