أقلامهم

يوسف عوض: الوشيحي يتعامل بالقلم والقلم لا يرد عليه إلا بالقلم لا بالسجن.

الوشيحي… «ما بين غمضة عين وانتباهتها»!
كتب المقال: يوسف عوض
 الكاتب المتمكن زميلنا في “الجريدة” الأستاذ محمد الوشيحي يواجه حكماً بالسجن ثلاثة أشهر، بسبب ما خط بقلمه في إحدى الكتابات، وبالطبع من غير المعقول في بلد يدّعي حرية الرأي بلد ديمقراطي أن يسجن كاتباً بسبب تفسير لنواياه!
لست ممن يؤيدون أغلب أفكاره بل إنني كثيراً ما أنتقد أسلوبه في النقد، وجرأته التي قد تكون أحياناً غير محسوبة، إلا أنه يتعامل بالقلم والقلم لا يرد عليه إلا بالقلم لا بالسجن والتعسف في استعمال الأدوات الأمنية.
كاتب مثل الأستاذ الوشيحي ليس من النوع الذي يسهل إسكاته بسجن أو ملاحقة أمنية، فعلى العكس من ذلك سيزداد توهجاً وشهرة، وسيكون هذا السجن علامة مضيئة في سجله الصحافي، بل من المفارقة أنه وصف مدة سجنه بأنها “بين غمضة عين وانتباهتها!”، وزاد أيضاً، بأنه يبشر من يسأل عنه بأنه يزقح زقحاً! أي أنه في وضع يسر أحبابه.
لن أدافع عنه ولا هو في حاجة إلى دفاع كاتب مبتدئ مثلي، لكنه أحد أعلام الصحافة الكويتية وأحد متميزيها، فهو كاتب له قراؤه وعشاق حرفه، وقد استطاع في فترة وجيزة نحت اسمه كواحد من أهم الأسماء في الصحافة الكويتية.
سجن الوشيحي لن يضره بل سيضر من أراد له هذا السجن، وآمل أن تتسع صدور الجميع للنقد، فالشخصية العامة معرضة للانتقاد بل للتجريح أحياناً، فإن أردت ألا ينتقدك أحد فاجلس في منزلك ولن يمسك كاتب أو آخر.
وحينما تأتي الدعاوى على حسب تفاسير أغلبها خاطئ، فهنا يحق لنا أن ننتقد ونعاتب، فما يتعرض له الزميل الوشيحي من الممكن أن يتعرض له أي كاتب، لذا دفاعاً عن الكلمة الحرة أرجو من الجميع التعامل بأريحية وسعة صدر في التعامل مع أصحاب القلم وكتاب الكلمة، فالجميع في مركب واحد، ولا نزايد على أحد في محبة هذا البلد والولاء لقيادته الحكيمة.
أسأل الله أن يحفظ زميلنا الأستاذ محمد الوشيحي، وأن “يزقح زقحاً”، وأن يحميه من هواة تفسير الكلمات.