أقلامهم

“الرطيان” عن أغنية “خليجنا واحد”: ثلاثون سنة وأنا أسمع عن «طريقنا الواحد».. ولا أراه واضحاً!

من يدلنا على «طريجنا» حتى نمشيه؟!
(1)
كنت طفلا عندما سمعت لأول مرة أغنية تقول كلماتها:
«خليجنا واحد/ مصيرنا واحد/ طريقنا واحد/ وشعبنا واحد».
ذاكرتي، وقراءاتي البسيطة أخبرتني عن «جزيرة العرب»، العمق والتاريخ والجغرافيا..
أكثر من «الخليج» الساحل/ الأطراف.
قلت لكم سابقاً:
يمكنك بالأغاني، والإعلام المكثف، أن تلغي مصطلحاً وتؤسس لمصطلح جديد..
يتحول المتن (جزيرة العرب) إلى الهامش (الخليج)..
لا يهم، المهم في النهاية أن «خليجنا واحد، وطريقنا واحد».
(2)
كبرتُ، وكبرت معي الأغنية، وأحببت كلماتها الركيكة!
الأحداث التي مرت على المنطقة أسقطت الكثير من الأغاني:
«بلاد العرب أوطاني» سقطت مع دخول أول دبابة عراقية إلى الجهراء الكويتية في عام 90.
أناشيد الصحوة والجهاد أصبحت مُطاردة -هي ومن يرددها- من أغلب حكومات العالم.
وحدها «خليجنا واحد، طريقنا واحد» 
لا تزال تملأ الأجواء، بإيقاعها الراقص، وتُبث على جميع الموجات.
(3)
كبرتُ، وكبرت معي الأغنية، وكبرت أحلامي:
وما أزال أتساءل عن مصير «مصيرنا» الواحد، وأبحث عن «طريقنا الواحد»؟
أريد أن أرى هذا «الخليج الواحد» بعملة واحدة تشكل اقتصاداً ضخماً ومؤثراً في العالم.
أريد أن أرى هذا «الخليج الواحد» بمشروع قومي واحد يأخذنا إلى المستقبل.
أريد أن أرى هذا «الخليج الواحد» بجيش واحد يحميه من البحر إلى البحر.
(4)
يا سادة الخليج..
أنا المواطن الخليجي محمد الرطيان الشمري.. مللتُ الأغاني، وأريد أن أرى «طريقنا الواحد» الذي تعدني فيه هذه الأغنية منذ ثلاثة عقود.. وأعرف ملامحه وخارطته، ولا طريق هنا سوى طريق المستقبل، وهذا يحتاج إلى «زوادة» فيها: مؤسسات، وقانون، ومجتمع مدني، ومشاركة، وشفافية، وحقوق.
حركة التاريخ تقول لنا: لا طريق آمنا سوى هذا الطريق، وأي محاولة لتعطيله أو ردمه أو صنع تحويلات مؤقتة فيه -مهما كانت الوسائل المستخدمة- هي محاولة محكومة بالفشل.. كأننا نقنع أنفسنا أن تأجيل النظر في «مشكلة» ما هو «الحل»!
يا سادتي..
ثلاثون سنة وأنا أسمع عن «طريقنا الواحد».. ولا أراه واضحاً!
هل ترون «طريقنا الواحد» الذي لا بديل له؟!
(5)
«خليجنا واحد/ طريقنا واحد/ مصيرنا واحد».
حتى الأغاني المرحة ذات الإيقاع الراقص تتحوَّل إلى أغنيات حزينة..
إن لم تجد الأقدام الحرة التي تُجيد الرقص على إيقاعها!