آراؤهم

لا تستفزّن!

– تداولت شبكات التواصل الإجتماعي مقطع لموظف في الهيئة قد ناصح إمرأة أنفجرت بوجهه غاضبتاً محذرة بألّا ينرفزها. وبالطبع تباينت الآراء حول هذا المقطع، وتظهر كالعادة الفئة الموالية والمدافعة عن الهيئة في كل قضية لتحجّم المشكلة ونلبسها عذر ‘أخطاء فردية’ ، في المقابل تواجدت الفئة المناقضة وهي المحاربة للهيئة في أي قضية تتورط – الهيئة – فيها. أي أن الفئة الأولى ترى الهيئة بعين الرضا، وأمّا الأخرى فتراها بعين السخط! وأمّا الفئة الثالثة التي أُمنّي النفس بأن أكون منها وهي العين العقلانيّة التي تقرأ مواقف الهيئة وشكلها العام بكل حياد. 
– وفي تفصيل الموقف الظاهر في المقطع المتناقل أن المرأة الغاضبة تتكلم عن حكم تغطية الوجه الذي يفسّر لنا ماكان الموظف يناصحهها عنه. إذاً الموظف كان يناصحهها بأمرٍ مُختَلفٌ حُكمه وغير ثابت على حكم واحد. مما يدل أن الموظف رأى أمراً إستنكرهُ بإجتهاد شخصي! فقضية كقضية كشف الوجه من حجبه لا يوجد لها دليل قطعي يجبر المرأة على حجب وجهها أو كشفه. خلاصة هذا الموقف أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا تتعامل مع لائحة واضحة توضّح فيها المحضورات والممنوعات حتى يعرف الموظف كيف يتعامل مع المواقف. المؤسف أن الهيئة تعمل بالإجتهاد والإرتجال، الأمر الذي يقود إلى عمل فوضوي. 
– نحن كمسلمين شرّفنا الله بأن نأمر بالمعروف وأن ننهى عن المنكر. وهذا الأمر لا يجب أن يقتصر على الهيئة وحدها بل علينا كلّنا. ولهذا الأمر العظيم أسس ومعايير أهمّها التأكّد من الموقف قبل التقدم بالنصح. والذي أراه مفقوداً لدى إخواننا في الهيئة وإلّا لما وضع موظفها نفسه في هذا الموقف المحرج.  لن أطالب بحل الهيئة في هذا المقال عزيزي القارئ، لكن أتمنى أن تحكم بإنصاف. فهي تفشل في مهمّة المناصحة، وأمّا أدوارها الأخرى ماهي إلّا أدوار جهات أُخرى كالشرطة ومكافحة المخدّرات بالأساس. فلو وُجد نظام واضح وصارم ومطبّق أعتقد أننا لن نكون في حاجة الهيئة، وهذا رأيي!
تويتر: @eyadst