آراؤهم

26 أكتوبر…

سبب عنوان المقال, هو عنوان لحملة أطلقتها ناشطات وحقوقيات سعوديات وكذلك المهتمين فقط بقيادة المرأة السعودية للسيارة وأيضًا تلك النسوة اللاتي يتكبدن معاناة مادية ومعنوية لا يوجد حل لها إلا قيادتهن, وإلى آخره, وجميعهم أعتقد أعلنوا تأييدهم لخروج المرأة السعودية في يوم 26 أكتوبر الذي نعيش طقوسه حاليًا, وأردت أنا أن يكون عنوان لمقالي.
وكذلك لا أنسى أن أذكركم بأن عنوان المقال, هو أيضًا وسم في “تويتر” لاقى صدى واسع وكبير من المشاركات والتفاعل.
 موقفي تجاه قيادة المرأة السعودية للسيارة, ليس مع أو ضد, يعني محايد, ولكن كتبت من اهتماماتي بقضايا المرأة خصوصًا السعودية, لأنها نصف المجتمع ولها حقوق وعليها واجبات, لا بد أن تُعطى الأولى وتُنفذ الثانية, ولكن من وجهة نظري أن المرأة السعودية ستقود السيارة عاجل أم أجل, مثلها مثل أشياء كانت محرمة وأصبحت حلال!!
سبق وأن كتبت مقالاً بهذا الصدد, قبل عامين تقريبًا في جسد الثقافة وكان يحمل عنوان ساخر وهو “قيادة المرأة للسيارة.. أعوذ بالله!”.
وصفت من خلاله أن موضوع قيادة المرأة للسيارة موضوع قديم نجدده بين فترة وفترة, وأوضحت بأن المرأة السعودية معززة ومكرمة خلافًا لما يظن الكثير, أعلنت تأييدي لتعلم المرأة لقيادة السيارة لغرض المحن والظروف الصعبة مثل تعلم السباحة, وبيّنت بأن بنات البدو أكثر جراءة من بنات الحضر على قيادة السيارة, وليس من باب العنصرية أكتب هذه الكلمات لمن يظن ذلك,
لا يوجد نص شرعي يُحرم قيادة المرأة للسيارة, وبالمناسبة سبق أن سألت مشايخ عدة وكلهم أجابوا بما ذكرته في بداية هذه الجزئية, لا من كتاب الله ولا من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
ولا توجد مادة في المرور تمنع قيادة المرأة للسيارة.
يعني خلاصة ما ذكرته آنفًا, أن الموضوع إجتماعي بحت, فرضته العادات والتقاليد في السعودية, وكذلك البيئة المحافظة لعبت دورها.
مجتمعنا قبلي يعني من الصعب تقبل أي شيء جديد عليه, ولكن سبق وأن رفضت أشياء دخيلة عليه مثل جوال الباندا بحجج واهمة ورُفض الدش ووصِف من يدخله في بيته بأنه ديوث!! وهم الآن يخرجون في الشاشات عبر الفضاء الإعلامي!!
هذا المثال ما هو إلا عامل من عوامل تنبأ بمستقبل قيادة المرأة السعودية للسيارة.
أعتقد بأن ثمة نسبة ممن يعارض قيادة المرأة للسيارة, ليس لديه مُبررات مقنعة وحجج دامغة.
قمة التناقض فعلاً من يعارض قيادة المرأة السعودية للسيارة ولا يعارض وجودها مع السائق لوحدهما في مشوار!!
في النهاية الله يكتب الذي فيه خير, وأتمنى أن لا يصرفنا موضوع قيادة المرأة السعودية للسيارة, عن مواضيع أولى وأجدر الاهتمام فيها مثل الفقر والمطلقات والمعنفات وغيرها من قضايا مجتمع.