كتاب سبر

الوشيحي.. وصمت الحملان

هل صمتت الحملان عن الدفاع عن هذا الفتي المتمرّد الأرعن المشاكس، عندما قض مضجع رعاة الفساد في أسلوبه الساخر والجريء، والذي كسر به كل الخطوط الحمراء حتي أصبحت (دبايه) لكل من أراد النقد او التجريح.. رغم الفارق الكبير بينهما. 
إذا كان مجنونًا من يناكفهم وينتقدهم، وأهبل من يحط رأسه برأسهم وجبان من يسكت علي بلاويهم، إذن وين الصاحي يا أهل العقول الراجحة.
 
قيل لحكيم لماذا يستبد الطغاة؟ هل لشجاعتهم؟ قال بل لجبن من يتبعهم وينفذ أوامرهم.. فكم من متجبّر جبان، ولكن المنصب هو من جعله متجبرًا ونافش ريشه علي خلق الله، إذن لماذا صمت من كان يصفق للوشيحي عندما قفز الحواجز وجعل المنبر الإعلامي شفافًا لا يستر عيوب الفاسدين، وكشف الكثير من النتانة التي أزكمت الأنوف ولم يتجرأ احد على كشفها، بل أجبروا علي استنشاقها لتكون أمرًا واقعًا.  
ولماذا ذهب لوحده في الطريق الموحش ولم نر من يدافع عنه، وهو الذي سخر نفسه للدفاع عن الجميع، هل هناك سبب واحد ام تستمر المكاريه (قوم مكاري) صفة تلازم هذا الشعب، أم ان الأسود التي خرجت ضد الفساد ورعاته أصبحت حملانًا وديعة، روّضتها المناصب والأموال والاستعراض الإعلامي، نختلف معه في بعض جرعات السخرية ولكنها سمة ميزته عن غيره، وخط بها خطًا جديدًا لإعلام متحرر وغير مهادن، ولم يسلم من لذعاته ونقده حتي المقربين ووجهاء قبيلته أيضًا، فكان أول من شلع سقف التردد والمجاملة الماصخة والتي أصبحت ديدننا للإعلام المأجور، الذي تسيّد الساحة في وقت ما ولا زلنا نعاني من بعض أثاره المدمرة.
لقد كتب غيره ما كتب وتطاولت أقلام الرويبضات على الشرفاء، وفتحت أبواب جهنّم على مصراعيها لتذكية الفتنة، طائفيه تارة وقبلية تارة أخرى.. وسمعنا ما يخدش الحياء بين أبناء العمومة والأخوة والأصحاب في الصحف وقنوات الإعلام ولم يتكلّم أحد ولم تطبّق الرقابة، وعندما أرادوا راس الوشيحي سنت السكاكين، وأصبح هو الإعلامي الوحيد المتمرّد والذي يستحق السجن. 
دائمًا يقال بأن المعني بقلب الشاعر، فمن يقصد بكتاباته، الله أعلم، ولكنه إسقاط لشخوص تختبئ خلف الستار لتشجيع الفساد وتدمير البلاد ولا تملك الشجاعة للعمل في النور.. فكان للوشيحي وغيره الكثير من الكتّاب شرف التصدي لهم وتعريتهم وكشفهم للناس.. فهل مصير من يحارب الفساد والظلم هو السجن. 
أعتقد هذا هو مصير الشرفاء دائمًا وخاصة عندما يكون أحد (مقلع يام) ممن لا يخشي عواقبها، لقد حارب الفساد بقلمه وبلسانه وهرول في كل تظاهرة., ولم يحسب حساب للكرايخ من هنا وهناك، وهو الذي لو أشّر وكأنه لا يرى لانهالت عليه عروض تجار الظلام الذين كما قلنا يزعجهم النور، ولكن لم يعرفوا من هم مقلع أو صبيان يام جيدًا ومدى قلاعتهم. 
 تمنياتي لهذا البلد وأهله الطيبين من جميع الشرائح الأمن والأمان.. وعيد مبارك. 
بقلم.. سلطان المهنا العدواني