أقلامهم

ذعار الرشيدي: فجأة أصبح حكوميو الأمس معارضين شرسين للحكومة.

22 ألف استجواب مستحق
بقلم: ذعار الرشيدي
وفجأة ودونما مقدمات أصبحت الموالاة معارضة، هذا التحول كان يمكن أن نفهمه ونستوعبه فيما لو كانت لدينا أحزاب، ولكن ونحن نعيش حالة التيارات السياسية المفككة وحالة اللعب السياسي الفردي المستقل، هذا لا يمكن استيعابه، نعم يمكننا تفسيره بتبديل المصالح، ولكن لا يمكننا استيعابه.
فجأة أصبح حكوميو الأمس معارضين شرسين للحكومة، وللأسف ان معارضتهم مجرد كلام هجومي مرسل لا هدف له، لذا يصعب علينا استيعاب تحولهم غير المنطقي، نعم نفهمه ونفهم أسبابه انه في الغالب ـ حتى لا أعمم ـ ينطلق من قاعدة مصلحية شخصية ومدعوم من قبل أشخاص خارج الواجهة الحكومية.
>>>
معارضة من هذا النوع أطلق عليها اصطلاحا «المعارضة الجديدة»، والحقيقة انها معارضة مؤقتة انطلقت لأسباب وأهداف محددة ستنتهي تماما ما ان تحقق أهدافها أو جزءا من أهدافها.
>>>
لا أحد يمكن أن يذكر أن الحكومة تستحق 22 ألف استجواب ومليارين و700 مليون سؤال برلماني، ولكن بعض أطراف المعارضة المؤقتة ينوون إمطار الحكومة باستجوابات هدفها الأول والأخير.. رأس الحكومة، هذا الأمر لم يعد خافيا وأصبح مكشوفا والكل يعرفه ويتداوله بل ويتداول أسماء بعض المحركين لبعض أعضاء المعارضة المؤقتة.
>>>
الاستجواب أداة دستورية تستخدم تقويم خلل ما، ولكن عندما يصبح الاستجواب أداة دستورية لتنفيذ أجندة سياسية هنا تكون الخطيئة التي يجب ألا نسكت عنها وألا نجعلها تمر مرور الكرام.
>>>
الكل يجمع ان هذا المجلس لن يكمل مدته القانونية، وأغلب الظن أن العواصف السياسية التي ستتسبب بها المعارضة المؤقتة ستؤدي الى حل دستوري، وأما الحديث عن تدوير حكومي يسبق الحل فلن يتم، لسبب بسيط جدا، هو أنني أعتقد ان هذه الحكومة بجميع أعضائها ستكون هي الحكومة التي ستشرف على الانتخابات المبكرة القادمة المتوقع ان تعقد في الربع الأول من العام القادم، ولن يخرج منها وزير واحد لا باستقالة ولا بتدوير ولا حتى بالغلط، فهذه الحكومة رغم الاعتراض الشعبي الشديد على بعض وزرائها هي التي ستقوم المشهد السياسي نحو المجلس الجديد القادم.
>>>
ربما ما أطرحه مجرد كلام تحليلي يحتمل الخطأ، ولكن لا أعتقد أن هناك خطأ حصل أكثر من سحق المعارضة الأصلية وترك الحكومة بلا رقيب شعبي حقيقي، لذا ظهرت المعارضة المؤقتة والتي وبدلا من أن تراقب باسم الشعب بدأت تراقب باسم آخرين ورعاية لمصالح آخرين، وهنا الفرق بين معارضة حقيقية شعبية ومعارضة مؤقتة «ربع شعبية».
>>>
توضيح الواضح: العاملون والعاملات في بدالة عمليات وزارة الداخلية 112 يستحقون كل التقدير والشكر لجهودهم وأسلوب تعاملهم مع جميع البلاغات، وأخص بالذكر هنا شرطي علي البذالي من عمليات المرور، الذي يتعامل مع كل الاتصالات بكل سعة صدر ما يعطي وجها مشرفا لعمليات المرور.