آراؤهم

غيابهم في عيد الأضحى 1434هـ

غيابهم في عيد الأضحى 1434هـ
  فيصل خلف
 رحل في عامنا هذا, الكثير من الأعزاء بالنسبة لي, من أقارب وأصدقاء وأحبة, رحيلهم دفعة واحدة في عام جعلني أراجع علاقتي مع ربي.
 
غيابهم في عيد الأضحى 1434هـ, استرجع تأثير تواجدهم في أعياد مضت, افتقدت رسائلهم والتواصل بيننا, أدركت بأن وجودهم كان نعمة من نعم رب العالمين تستوجب الشكر والعرفان.
 
لن أنساكِ يا جدتي كل عيد, ولن أنساك يا خالي كل عيد.
 
يعلم الله أن عيد الأضحى 1434هـ, كان وفيًا معكم في وجودكم تحت الثرى, ممكن أكثر عيد قلّبت فيه شريط الذكريات هو عيد الأضحى لعامنا الحالي, ولكن أدرك تمامًا بأن ربي لا يكتب إلا كل خير, لذا لا للحزن!
 
ولا أخفي عليكم, مرض والدتي وجدي وعمي, زاد الطين بلّه, يعني غيّب الكثير من الفرح في هذا العيد, وبكل صراحة لم أكن أعايش طقوسه كطقوسه في الأعوام التي مضت, كان بالي ولا زال مشغولاً في صحة أمي أولاً ثم جدي وعمي, وأسأل الله لهم ولجميع مرضى المسلمين, الشفاء العاجل.
 
للمرة الأولى أعيش طقوس عيد الأضحى في مدينة الرياض,  كم كنت أتمنى أن أعايش طقوس العيد في مدينة الرياض, كنوع من كسر الروتين والسباحة في بحر تجربة جديدة, وبعدما انتهت التجربة, أود تقييمها لكم, كانت مخيبة للآمال, ونتائجها متدنية جدًا, كما هو متوقع!
 
عيد الأضحى ببساطة كان مختلف كليًا عن السابق, وأستطيع الحلف بأن لم يمر علي كمروره عيد في حياتي السابقة!
 
أجبرتني الظروف على تناول العزلة نوعًا ما في العيد, حيث لا أحد في الرياض من الأقارب إلا ما ندر, ولا الأصدقاء إلا ما قلّ, ولكن الحمد لله بأن عائلتي الصغيرة معي, وإلا كان ذقت أشد مرارة وأقسى تجربة.
 
يقولون البسطاء بمعاناة:- أسعار الأضاحي ارتفعت كثيرًا.
والمعروف بأن سوق الماشية ينمو كل عيد أضحى في كل عام, وتصيّدًا للفرصة يتم رفع الأسعار, غير مبالين بذوي الدخل المحدود والمساكين!
 
من حقنا كمسلمين أن نبدي الشعور بالبهجة في العيد, وأن لا نظهر الحزن إطلاقًا, وهذا مما أوصانا عليه إمام جامع الأمير سلطان بن فهد, في خطبة صلاة العيد.
 
ولكن لا بد أن نقف وقفة سؤال:- كيف حال العالم الإسلامي اليوم مع العيد؟! ثم نقوم بالدعاء مع البكاء لله بأن يجعل أعياد المسلمين أعياد فرح وسعادة وهناء, لا حروب ومعاناة وفقد, ومن هذا الباب سأستعرض لكم حال بعض من الدول الإسلامية في عيد الأضحى المبارك…
 
في سوريا, صنعوا من آلالات الحرب والتدمير ألعاب للأطفال في العيد, وأثبتوا للعالم أن المواطن السوري يستطيع أن يفعل كل شيء ولكن النظام الظالم يمنعه من ذلك, مما يبث تقهر في المواطن السوري ويجعله يبكي غير مأسوف عليه, وفي يوم العيد بدلاً من أن يستبدلوا ثياب الحزن بالفرح ولو قليلاً استبدلوها بالبكاء والعويل, قصف النظام المساجد قبل وقت صلاة العيد وكأن في هذه الأفعال رسالة عنوانها ” لن تعيشوا العيد فرحًا بقص حبل نبضكم! “.
 
في فلسطين, طبيعي جدًا أن تجد الصمت الأمريكي على أفعال جنود إسرائيل في المناطق المقدسة والمحتلة هناك في الأرض المباركة أرض فلسطين الغالية والجريحة, لم يستطع الكثير من أداء صلاة العيد في المسجد الأقصى بسبب جنود الاحتلال, ولكن بإذن الله النصر قادم في جميع بلدان المسلمين وأولهم فلسطين.
 
في بورما, حدث ولا حرج, الكثير من المسلمين يقتلون هناك بلا حسيب ولا رقيب إلا رب العالمين, دون حجة دامغة فقط لأنهم مسلمين, ولكن سأقول ما قاله الخطاب –رضي الله عنه- “نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله”.
 
في المغرب, ذاق الأيتام والأرامل والفقراء, لذة عيد الأضحى المبارك بتسليم اللحم لهم مجانًا بعد تبرّع أحد الأغنياء لهم, كما جاء بإحدى القنوات التلفزيونية وللأسف لا يحضرني اسمها الآن, ولكن ما شاهدته عمل إنساني ويستحق الشكر والثناء.
 
لا يفوتني أن أبعث لكم رسائل متأخرة وسامحوني على التأخير.
 
(الرسالة الأولى)
أهنئكم بحلول عيد الأضحى المبارك بعد زحام الرسائل وتزاحم المكالمات.
 
(الرسالة الثانية)
أهنئكم بقرب حلول عام 1435ه, سائلاً المولى أن يجعله عام خير وبركة وعافية للجميع.
 
(الرسالة الثالثة)
أهنئكم بنجاح حج هذا العام, وعلى رأسكم والدنا القائد أبو متعب -حفظه الله- وولي العهد والنائب الثاني ووزير الداخلة وكافة الشعب السعودي الوفي, وتقبَّل الله من الجميع صالح الأعمال ومن الحجيج حجّهم.