آراؤهم

وهم الاستقلال

في السابق كان الاستعمار الأجنبي استعمارًا كلاسيكيًا أو تقليديًا أي بمعنى إن هناك بلد معتدي وبلد مُعتدى عليه، وقوات احتلال على الأرض، هذا النوع من الاستعمار كلّف المستعمِر الشيء الكثير من مقاومة للقوات الأجنبية المحتلة إلى ضرب مصالح البلد الغازي المحتل في كُل مكان، علاوةً على ذلك.. وضع هذه القوات تحت ضغط نفسي وجسدي كبير كونها قوات غازية في محيط معادٍ لها ومذكرًا أبناء الوطن في كل يوم تشرق به الشمس أن هناك جسم غريب في جسد هذا الوطن يجب استئصاله كما هي الأورام. 
هذا ما دفع الدول المستعمرة مع مطلع الأربعينات أن تعيد حساباتها وأن تغيّر استراتيجياتها، فبدأت ببسط نفوذها وشراء الذمم والولاءات تزامنًا مع سحب قواتها تدريجيًا، معلنة بعد ذلك انتهاء حقبة الاحتلال وبذلك يعلن البلد المحتل (استقلاله) وأنه بلد ذو سيادة، وفي واقع الأمر أنه بلد محتل حتى أخمص قدميه مسلوب الإرادة  يأتمر وينتهي بأمر المستعمِر، ولكن ما تغيّر هو أن الأدوات تبدّلت، فبعد ما كان المستعمِر يعتمد على القوة العسكرية، أصبح يعتمد على أنظمة وحكومات صورية، والتي بدورِها أصبحت تعتمد على (علماء دين).
يصدرون الفتاوى حسب طلب المستعمِر مؤثرين بذلك على الرأي العام، أي أن الاستعمار بعد ما كان معلن أصبح خفي، وهذا أشد أنواع الاستعمار خطورةً، بمعنى إن أردت مقاومة هذا الاستعمار عليك أولاً إقناع الناس أنهم تحت احتلالٍ أجنبي..!! يعني بالعامية (تعال فچچ)
بقلم.. محمد المطيري