كتاب سبر

رياح “جهاد النكاح “

 رياح “جهاد النكاح ” 
منى الشمري 
وصل أخيرا مايسمى ب” جهاد النكاح” ‘إلى مجلس الأمن كورقة يضغط بها النظام السوري أمام العالم لمحاربة الثواروهو مدرك تماما إن الغرب يستفز من أجل حقوق المرأة في رسالة واضحة إن الإسلام يهين المرأة فيما يشبه المواقف الراديكالية في الحرب الباردة لدغدغة مشاعر الغرب إن هذا الدين تديره الجماعات الأصولية بالأرهاب الفكري والجسدي .
لكن الغرب لايبنى دائما تصوراته على مايروج له نظام دكتاتوري مرفوض شعبيا  ولهذا كانت تقارير الإعلام الغربي تكذب مايروج له النظام السوري مثل اللموند الفرنسية ودير شبيغل الألمانية اللتان كشفا من خلال مراسليهم إن جهاد النكاح محض كذب وافتراء.
 ما كذبه الغرب صدقه العرب للأسف وإن الطريق إلى الجنة يمر بالزنى أو مايسمى  بجهاد النكاح ، واضطر رئيس الحكومة التونسية إلى نفي وجود تونسيات توجهن لسوريا من أجل جهاد النكاح رافضا المصطلح أساسا .
كما لم يلتفت أحد إلى الاستقالة التي قدمتها مذيعة قناة الميادين مليكة الهاشمي بعد ارغامها على فبركة تقريرا لتثبت فيه وجود “جهاد النكاح” لامتاع الثوارورجال الجيش الحر ، بينما ظلت صورة الطفلة روان قداح التي قدمها النظام السوري عبر تلفزيونه الإخبارية السورية وهي تقدم شهادة تثبت وجود مايسمى ب” جهاد النكاح ” بين المجاهدين هي العالقة في الذهنية العربية رغم أن روان لن تكون الأخيرة التي يتم اختطافها للضغط على والدها المناضل ميلاد قداح ليسلم نفسه للسلطات ، بينما ابنته روان تقدم اعترافها المكتوب لها مسبقا،  شاهدتها على اليوتيوب بنفسي تحدثت دون أن يرف لها جفن أو تنساب من عينها دمعة قالت إن والدها يقدمها هي وأمها لإمتاع المجاهدين ، كرت بقلب بارد الكلمات التي تم تلقينها لها من رجال المخابرات السورية قبل البث وكأن الكلام لايخرج من داخلها ولا من قلبها الميت وهي تتحدث.
مصطلح “جهاد النكاح” يشبه النظام السوري محاط بماء الكذب من الجهات الأربع وهو غارق بلاشك ، ما يحزن القلب أن مثل الكذب على الدين تقذف به الرياح هنا ، فيجد من يروج له حتى في الكويت ومحاولة تلطيخ نوايا المشاركين بدعم الثوار والمجاهدين بكذب استغلال الأمهات الثكالى وأرامل الشهداء واليتيمات من السوريات بنكاح أو غيره ، من أجل تقديم الجماعات الإسلامية على إنها هجين من الغوغائية ، وإن اندفاع أكاديميين ونواب سابقين وشباب ملتزم ليس من أجل نصرة الحق ومحاربة فرعون العصر الذي يسجد له المسلمين وتسحق جباههم في الأرض وهم يرددون ” ربنا بشار” لكن للانضمام تحت ألوية مايعرف بالاسلام السياسي الراديكالي الذي يبيح في طريقه كل أنماط سلوكية شاذة بما فيها جهاد النكاح.. وشتان بين فضيلة الجهاد ورذيلة الزنى وأي متعة يأمل مجاهد في حرب حق،  وهو محاط بالقنابل والصواريخ وزخات الرصاص فوق رأسه ، سوى أحدى الحسيين النصر أو الشهادة .  
@monaalshammari