آراؤهم

بيادق في رقعة شطرنج

هناك اوجه تشابه كثيرة بين التجارب العلمية والسياسية فكلاهما قابل للنجاح والفشل وكلاهما ايضا قابل للتصديق من عدمه ولكن الحقيقة التي يتجاهلها كثير من السياسيين ممن ينتهجون النهج الاسلامي ان معظم تجاربهم  السياسية والتي قبلوا بها بمبادئ تخالف توجهاتهم كانت فاشلة لا لشيء إلا لان معطياتها وبدايتها بل واساسها كان على غير الجادة التي كان من المفترض ان تسير عليها.
 
ورغم مرور سنوات طويلة منذ بداية عهد الحكومت العلمانية “” الديكتاتورية “” والتي تدعي الديمقراطية ورغم توافر اوجه القصور والفشل الكارثي في ادارتها لمقدرات البلاد مما ادى إلى حالة نفور شعبي كبير منها إلا ان استغلال تلك الفجوة والتي صنعتها اطماع الطبقة الحاكمة في جمهوريات الرعب العلماينة لم يكن بالشكل المطلوب ولا الكافي لتحويل دفة القيادة واعادتها مجددا إلى جادة الصواب التي ورثتها الامة منذ بعثة المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى وقتنا الحاضر.
 
وفي الغالب ان النظرة السلبية السياسية السائدة اتجاه مدعومة باعلام ماجور والكثير من المرتزقة قد ساهمت في تكوين مشهد قاتم لواقع الحياة السياسية للتيارات والاحزاب التي تدعي انها ذات اساس اسلامي فتوجهات تلك الاحزاب واعني به ما تطالب به من تحكيم لشريعة الله عز وجل وتكوين دولة لعدل على اساس عقدي ديني عادل عبر صناديق الانتخابات لن يفيد في الحقيقة في تغيير الواقع طالما ان قواعد اللعبة السياسية لا تعترف بالتغيير عبر منطلق السياسة الناعمة والقبول بصنم العجوة اياه وطالما ان ارادة ما يسمونه بالقوى العظمى تتجه لمحاربة كل ما هو اسلامي وتقبل بكل ما هو ليبرالي باعتباره عميلا مميزا خدم لفترة طويلة تلك الخطط المرسومة لفرض الهيمنة على منطقة كانت وما زالت رئة العالم الاقتصادي ومهد حضارته والمنطلق الذي على اساسه قد تبرز قوة جديدة تنهي عهد القطب الواحد المسيطر على القرار العالمي.
 
والاشكالية هنا ليست في ذلك الواقع بل المحزن ان بعض قادة وسياسي التيارات الاسلامية قد لا يزال يعول على التغيير السياسي عبر تلك الصناديق ظنا منه انه قد يتمكن من تحقيق تلك الصورة الرائعة والتي نتمناها جميعا لدول عادلة تقوم على اساس من مرضاة الله تعالى كما ان المحزن ان كثير من الليبراليين ممن يعتقدون انهم يشكلون ثقلا في السياسة الخارجية ليسوا سوى مجموعة من البيادق في رقعة شطرنج تديرها دول اخرى والمؤسف اكثر انهم لا يعدون سوى بيادق مجرد جنود انتحاريين لا يابه لهم  بل هم مجرد شخصيات ثانوية في لعبة تديرها سياسات خارجية وواجهة تحاك من وراء اظهرها المؤامرات مقابل بعض الفتات ثم يعتقد بعضهم وبمبدا جنون العظمة ان له في هذا الكون قيمة بينما هو لا يعدو مجرد تابع يغير متى كانت مصلحة من عينه تقوم على تغييره ولنا في دول الثورات مثال واف حول هذا..
 
يجب ان يتم تغيير تلك النظرة القائمة من قبل الجماعات الاسلامية تجاه العملية السياسية والتفرغ للدعوة الناصحة الصادقة وتبيان احكام الشرع دون خنوع  للخلق بدلا من الخوض في لعبة محسومة النتائج سلفا وسباق خاسر لا فائدة من ورائه حتى وان كانت نتيجته الفوز بالمراكز الاولى كما يجب على من تبنى التيار الليبرالي ان يعيد التفكير ليس في قناعاته تجاه هذا الفكر وحسب وانما في مقدار الحجم الذي سيصل اليه بين الدول الكبرى ان استمر بسياسة الارضاءات وهل يقبل بمبدأ الحكم مقابل الفتات ام ان نفسه ستكون عزيزة على تلكم الاغراءات..
  

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.