فن وثقافة

ليلة القبض على مصر.. كتاب جديد لـ “مهنا الحبيل”

دُشن في معرض الكويت للكتاب عن دار العامرية الكويتية الإصدار الجديد للمحلل السياسي والباحث الاستراتيجي الخليجي مهنا الحبيل كتاب : ليلة القبض على مصر قراءة في مشهد رابعة الدامي ومقدماته.
وهو يتناول أحداث 30 يونيو والانقلاب العسكري في مصر والصراع السياسي الذي سبقه بن الفرقاء وارتداداتها الفكرية والسياسية على المشهد المصري والقطر العربي، وجاء في المقدمة وخلاصة الناشر:
لا يوجد إجماع في الوطن العربي على محورية قُطر كما هو الإجماع على مصر ودورها الريادي وانعكاسات الأحداث فيها على الثقافة السياسية والبناء الفكري لبقية الأقطار العربية، كم هو تأثر ذلك في دورها المحوري الحسّاس في مجمل مسار الشرق الاوسط والمشرق الإسلامي ومفاصل الصعود والتوتر للأوضاع الإقليمية في المنطقة .
ولذلك فإنّ مؤشر التوتر ورصد حركة التحوّل الدستوري في ثورة يناير محل اهتمام ومراقبة وتدخل مشهود من كيانات عربية واقليمية فضلاً عن الترقب الدولي المتحفز الذي كان ولا يزال يعتقد أن استقلال القرار الوطني المصري وتحويل الإرادة الشعبية الى حراك بناء شامل وهيكلة الجمهورية الثالثة في مصر سوف يؤثر قطعاً على مصالحه الاستراتيجية , كما أن القوة الإقليمية في اسرائيل وايران وخاصة الأولى كانت تنظر بتوتر شديد لهذا الاستقلال الذي يدفع ذاتيا ضدها لقرب مصر من القضية الفلسطينية وبروزها كراعي داعم للوطن العربي وتوازنه الاستراتيجي بيدٍ مصرية تواجه ايران كذلك ليس للدخول معها في حرب ولكن كمحور معادل يردع تدخلها أو تغولها في المنطقة .
ومهمة هذا الكتاب أنه يعرض لهذه الأحداث والتفاعلات الميدانية والسياسية ليعيد للقارئ الكريم الاطلاع عليها ويفهم كيف جرت تطوراتها على الأرض وبالتالي محاولة فهم ما هو مستقبل الثورة المصرية بعد مواجهة صعودها ودلائل عودة الحكم الاستبدادي لمصر عسكرياً مطلقاً او عسكريا بثياب مدنية مستعارة، في كل الأحوال آمل أن يجد القارئ عرضاً مهماً , لأحداث رابعة ومقدماتها وبعض الرؤى النقدية لمواقف المعارضة ومسيرة الحركة الاسلامية، التي كانت مظلومة بلا شك في تقدير الكاتب، لكن قلة رصيد الوعي السياسي كان أحد المداخل الذي استغله خصومها ليس للإطاحة بالإسلاميين فحسب ولكن للإطاحة بالربيع المصري الذي لا يزال يخوض حرب كفاح سلمية مدنية لاسترداد مكتسبات ثورة يناير، وعرضُنا لمواقف التيارات هو ضمن شرح المشهد واسقاطاته الفكرية الذي سيظل مؤثراً على ثقافة الوطن العربي الذي روّع من بعد ما رأى وحدة الصف المصري في يناير 2011 كيف تحوّل الى شراكة تيار مثقف واسع في دعم قمع الانقلاب، وتبقى لنا رؤيتنا وللقارئ حكمه الذي نحترمه .
والكتاب في 105 صفحات من القطع المتوسط ويتضمن فصول نقدية في موقف التيارات العلمانية من حيث الميزان الديمقراطي وتحليل لدوافع الموقف الخليجي المساند للانقلاب وكذلك رؤية نقدية لطريقة الإخوان قبل الأحداث في التعاطي مع المنهجية السياسية الوطنية في عهد الثورة الهش وتربص خصومها.