أقلامهم

تركي العازمي: مزايانا المادية لا تصنع لنا التغيير المطلوب في الحالة المعنوية المضطربة.

وجع الحروف / … شوفوا مزايانا ومزاياهم!
د. تركي العازمي
الرؤية التي لا تتحول إلى واقع تبقى «أضغاث أحلام»…. هذا هو الوصف المناسب لرؤيتنا التنموية!
قرأت عن خطة التنمية وبعض المزايا التي تنوي الحكومة إقرارها ووجدتها متضمنة مزايا شعبية: إنشاء 9 شركات مساهمة يمتلك فيها المواطنون 50 في المئة زيادة القرض الاسكاني وعلاوة الأولاد? إقرار نسب جديدة للعمالة الوطنية في القطاع الخاص وامتيازات مالية لبعض «كبار القيادات» لحضهم على التقاعد!
حاولت أن أقلب الصفحة وبحثت عن ما هو جديد ولم أجد ما هو جديد وخاص بالتنمية البشرية بصبغة تنموية تساير الركب وتتطابق ولو جزئيا مع ما هو متبع في الدول الآخرى ولم أجد!
لم يكتبوا لنا سطرا عن تطوير العنصرالبشري ولم أجد عبارة خاصة في تطوير الهياكل الإدارية ( أعني إستراتيجيا ) في القطاع العام ومفهوم القطاع الخاص… يعني عوضا عن «دفع الفلوس» كمزايا وزيادات كان من المفترض كبح جماح زيادة الأسعار وإنشاء هيئة خاصة بالمستهلك لأن حماية المستهلك دورها غير ملموس، هذا من جانب «المزايا المالية» لمواجهة ارتفاع الأسعار، وكنت أحلم في إنشاء وزارة العمل لفرض حماية للعاملين في القطاع الخاص وتحريره من هيمنة الدولة عليه لكن الصدمة من «أضغاث أحلام» بددت كل المفاهيم السوية!
هذه مزايانا و«شوفوا» مزاياهم في الدول المجاورة…. هناك تعالج الأمور ولا يسمح للعوامل الشخصية أو تضارب المصالح بالتأثير على صياغة القرار الإصلاحي المرتبط في مستقبل البلد على المستويين البشري والاقتصادي… ولو ان تأخرنا عن الركب التنموي مقتصر على القصور الاعتيادي المتوقع في العمل المؤسسي لقبلنا بالأمر لكن لاحظوا ما يحصل والحكم لكم ( مستشفيات تلغى? مشاريع لا ترى النور? وقرارات تتخذ ولا تنفذ والنمط القيادي تقليدي للغاية فإما بواسطة وإما نفوذ)! مزايا البلدان المجاورة سبقتنا كما ونوعا، فالرعاية السكنية متوافرة? الأسعارخاضعة للرقابة وبعض الدول تحدد هامش ربح لا يتجاوزه التاجر? والمستشفيات تبنى ? والتعليم في تحسن والزحمة المرورية تجد المعالجة ولديهم وزارة العمل!
مزايانا المادية لا تصنع لنا التغيير المطلوب في الحالة المعنوية المضطربة التي أشرنا إليها في مقالات عدة? والقدرة المالية لم تبنِ لنا مستشفى متخصصا ولا مدرسة تخرج الطالب بعلم وتربية!
الحاصل? إننا نجهل الكيفية التي ينبغي على ضوئها معالجة القصور في التنمية البشرية والاقتصادية… والكل يشتكي وفي الآخر تخرج لنا الخطة التنموية قاصرة لم تبلغ سن النضج إستراتيجيا… والله المستعان!