خالد التميمي: أمر خطير وقوف المراهقات في طابور طويل لاقتناء رواية شاب ورقم هاتفه.

خالد حسن مال الله التميمي

-1

 بناء الثقافة من الاحتياجات الاساسية لكل إنسان متزن وصاحب فكر فهو يسعى لتغذية العقل بالعلم النافع والفكر الصحيح ليكمل مسيرته الفكرية والثقافية في الحياة ولكي يتعامل مع الآخرين وفق الأسس العلمية والأفكار الإيجابية.

وخلال زيارتي لمعرض الكتاب الدولي لفت انتباهي أمر مهم جدا وخطير بنفس الوقت ألا وهو انتشار ثقافة الروايات وخصوصا بين المراهقات وحرصهن على اقتناء أي رواية تحت أي مسمى والأهم من ذلك فوزها بتوقيع صاحب الرواية من خلال الوقوف بطابور طويل لتوقيع ذكرى من هذا المراهق مذيلا برقم هاتفه أو رقم البن الخاص به لجهاز البلاك بيري. 

هذا الموضوع يحتاج إلى ان نقف معه وقفة تربوية جادة ، ما هو الهدف من تأليف هذه الرواية الخرافية او غير الحقيقية ، وما هو الهدف من شرائها وإقتنائها ، وما هي المعلومة الجديدة التي سوف أستفيدها منها .

هذه الرواية هي مثل وجبات السناك والتي يتناولها البعض لتسكين الجوع ولكنها لا تسمن ولا تغني من جوع ، بل ربما بعض وجبات السناك تكون غير صحية ومضرة وربما تسببت ببعض الأمراض وغير مفيدة لجسم الإنسان.

نحن نحتاج إلى تنمية العقل والفكر بالثقافة العلمية الصحيحة والسليمة والتي تغذي العقل وتنميه وتنضجه لا بثقافة روايات المراهقة والتي أغلبها كتبت في الحصص الدراسية وما بين المحاضرات من أجل خداع الآخرين والتكسب المادي .

وقفت عند إحدى دور النشر وإذا بمراهقين إثنين بملابس بألوان داكنة عرفا نفسيهما أنهما مؤلفا روايات وعندما سألتهما بأي مرحلة يدرسون فكان الرد بالصف الحادي عشر ومؤلفين روايات غزلية وخرافية فأي ثقافة هذه التي بدأت تنتشر واللوم على دور النشر التي طبعت ونشرت مثل هذه السفاسف.

نحن لا نمنع إقتناء مثل هذه الروايات ولكن يجب أن تكون لدينا ضوابط في ذلك منها : 

1.معرفة من هو المؤلف ورصيده الثقافي وتجنب المؤلفين المراهقين.

2.الهدف من الرواية والقيمة التي تحملها.

3.المحتوى العام للرواية.

4.تجنب الروايات الخرافية والعاطفية والتي فيها إيحاءات غير لائقة.

5.الاهتمام بالمضمون لا ألوان الغلاف أو اسم الرواية .

6.سؤال أهل الاختصاص عن أفضل الروايات التي يمكن اقتناؤها .

7.البحث في دور النشر المحترمة والتي تحرص على سمعتها كدار نشر تحترم عقل القارئ وفكره .

من الأمور المضحكة والحزينة في نفس الوقت مشاهدة بعض المراهقات وهن يصورن بعضهن البعض وهن ممسكات ببعض الروايات لوضعها في الأنستغرام وكأن التصوير مع الرواية هو جزء من البرستيج الدخيل على مجتمعنا الثقافي .

من أراد النمو الثقافي والغرتقاء العلمي فعليه بالكتب المفيدة النافعة ليقتنيها ويحرص على قراءتها وتلخيصها وتعلم ما فيه وليحذر من روايات السناك التي هي مضيعة للأوقات والأموال .

وفق الله الجميع لكل خير …