عن البيت الشيعي.. وأكشاك عاشوراء
كتبت فوزية أبل مقالاً في صحيفة الطليعة أشارت فيه إلى الظواهر التي بدأت تبرز في السنوات الأخيرة.. وهي غريبة على المجتمع، من حيث أنها تعبر عن أجندات فئة معينة وجدت هي الأخرى أقلاماً تخدمها لتكرس النزعة الطائفية وإثارة الانقسام، مستدلة على الضجة المفتعلة التي أعقبت إزالة الأكشاك المخصصة لعاشوراء في منطقة الرميثية، كما لا حظت أبل أن هذه الأكشاك زادت في السنوات الأخيرة بلا ضوابط بعد أن ارتضت الدولة بمؤسساتها المعنية بإقامتها.
هنا المقال.. والرأي لكم:
البيت الشيعي.. ونبض الحراك الوطني
فوزية أبل
في الأسبوع الفائت، فقدت الكويت المربي الفاضل والفنان القدير أيوب حسين الأيوب، رحمه الله، فقد كان يمثل قيمة وطنية نبيلة من جيل الرواد الأوائل، الذين أفنوا حياتهم في العطاء والإخلاص للوطن، وهو من ساهم مع زملائه في تعزيز المسيرة الفنية والثقافية والتراثية.
وللأسف الشديد، بدلاً من أن تسخّر الأقلام والطاقات والحناجر النيابية والسياسية للتذكير بدور جيل الرواد، واستحضار مآثر من خدموا وأعطوا البلد في جميع المجالات، وزرع القدوة في نفوس الشباب والجيل الجديد، نجد إثارة للنزعات الطائفية والانقسام، والتي تجلَّت في قضية إزالة البلدية لأكشاك عاشوراء، فأياً كان المتسبب في الحدث، فهل يستحق الوطن أن نرتكب بحقه مزيداً من الاحتقان، بدلاً من أن نسلك قنوات أكثر هدوءاً واتزاناً؟
ولابد من الإشارة إلى أن موضوع أكشاك عاشوراء، سواء كانت مرخصة أم غير مرخصة، ظهرت في السنوات الأخيرة، لكن عددها زاد في العام الفائت، عندما ارتضت الدولة – بمؤسساتها المعنية – بإقامتها، من دون ضوابط، ومن دون أن يحكمها قانون أو لائحة تنظمها .
والمتابع لهذه الأكشاك، يجد أن ما تمارسه لا علاقة له بالشعائر الحسينية التي تقيمها المجالس الحسينية المتعارف عليها، وبعضها مبالغ فيها، ولم نشهدها في حياتنا سابقاً في أيام شهر محرم الفضيل، في وقت نجد التسامي من أبناء الكويت من مختلف الفئات، والاهتمام الحكومي في توفير الأمن والراحة لإقامة المجالس الحسينية في مختلف مناطق الكويت، وهي نعمة علينا أن نوجه الشكر والعرفان للكويتيين جميعاً عليها، حكومة وشعباً.
فما حدث من تصعيد وتوتر في المشهد السياسي من جراء إزالة البلدية لأكشاك عاشوراء، كشف لنا حقيقة توغل بعض أصحاب الأجندات والمصالح والأطراف النافذة في الساحة الشيعية، وكيف سيطرت على مخرجاتها السياسية والانتخابية، ضاربة عرض الحائط التاريخ الوطني الشيعي، ومتناسين أن هناك من أبناء البيت الشيعي الوطني من يرفض مثل هذه الألاعيب والأدوار، ومحاولات استغلال العواطف والمشاع ، حتى وإن استطاع البعض التسلق وتحقيق أجنداته، وغاياته الانتهازية، وأجنداته السياسية والانتخابية في يوم من الأيام، وفي ظرف من الظروف، فلن يتمكن من تحقيقه في كل الأوقات والظروف، فالحراك الشبابي الوطني لايزال ينبض بروح التلاحم بين أبناء الوطن، وحمل الهموم الوطنية المشتركة.
وأخيراً، وليس آخرا، من أجمل ما قرأت في هذه القضية، أقتبس من الزميل والأخ العزيز جعفر رجب، بعض ما كتبه في مقالته «الرايات خضراء» في جريدة الراي (الأربعاء، 20/11/2013): «لم ترَ سوى انتهازية من قادتها، واستغلالاً من الحكومة، تستعملهم مرة كخيال مآتة، لتخويف غيرهم، ومرة كخروف سمين يتم إطعامه ثم تجويعه، أو سجنه بعقوبات قاسية، أو نحره على مذابح المصالح والحسابات السياسية، والانتهازيون في البيت الشيعي لا يمارسون سوى الصراخ، والتهديد السخيف على أمور تافهة، لا تغني بلداً، ولا تشبع جائعاً، ولا تنمي وطناً.. وكما يتواجد الأفاقون هناك الحمقى الدائمون الذين يصفقون في كل عُرس ويبكون في كل مناحة، من دون أن يتساءلوا ويستفسروا عن صاحب العُرس أو صاحب العزاء، هؤلاء المتسلقون على شعارات الحقوق و»كونوا أحراراً» لا يريدون من رواد البيت سوى أن يؤمنوا بأن الحقوق تعني حقه في خيمة لتوزيع الفيمتو، والحرية عندهم تعني حرية وضع راية مذهبية فوق البيت.. يا سادة يا كرام، إن كان هذا بيتكم، خير لكم أن تهدموه على من فيه، فلا خير في بيت طاهر يحكمه اللصوص، واسكنوا في بيت الوطن – الذي يخر سقفه عالياً- اصلحوا سقفه، لتعيشوا تحت ظله» .
أضف تعليق