أقلامهم

فيصل أبوصليب: مواقف دول الخليج الخارجية أحدث فجوة في المحور التركي المصري لصالح زيادة النفوذ الإيراني.

كلمات
اتفاق 5+1 إيران
د. فيصل أبوصليب
-1
 دول الخليج عليها الاعتراف بحقيقة مُرًة، وهي أن الولايات المتحدة تتعامل معها كدول تابعة، في الوقت الذي تتعامل به مع إيران بشكل ندّي ومتكافئ، وهو الأمر الذي اتضح من خلال الاتفاق الأخير بين الدول الكبرى من جهة، وإيران من جهة أخرى. والحقيقة بـأن هذا الاتفاق يمثل انتصارا دبلوماسيا كبيرا لإيران ، فالدول الكبرى الآن وفي مقدمتها الولايات المتحدة تتفاوض معها، والأهم من ذلك تعترف بحقها في تخصيب اليورانيوم، وفوق كل ذلك تخفض العقوبات المفروضة عليها.
ومن يرجع للوراء قليلا، عندما قامت الولايات المتحدة بشن الحرب على العراق، وإسقاط نظامه بحجة امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل، حينها تخوفت جميع الأنظمة في المنطقة من المشروع الأمريكي الجديد في الشرق الأوسط ، وفي مقدمتها نظام القذافي الذي قام بالتخلي عن كل مشروعاته النووية، وأبدى كل التعاون من أجل التفتيش عليها، ولكن إيران في المقابل لم ترعبها هذه السياسة الأمريكية، بل على العكس، استفادت من نتائجها في أفغانستان والعراق، عندما أُسقطت الأنظمة المعادية لها، في الشرق والغرب، فمدت نفوذها بشكل واسع في العراق، خصوصا بعد الانسحاب الأمريكي منه، ووقفت دول الخليج متفرجة على هذا المشهد، وكان من نتائج هذه المرحلة زيادة النفوذ الإيراني في المنطقة بأكملها، وترسيخ الدور الإيراني فيها، الأمر الذي جعل الولايات المتحدة لا تجد أمامها سوى التفاوض مع طهران، وليس بالضغط عليها، أو معاقبتها، أو تخويفها، فكل هذه الوسائل لم تجد نفعا مع الإيرانيين الذين تمسكوا بأهدافهم إلى أبعد مدى وانتهجوا سياسة النفس الطويل، والتي اتضحت من خلال القدرات التفاوضية العالية التي تميز بها الإيرانيون. 
أما عن دول الخليج، وفي مقدمتها السعودية، فإن عليها إعادة النظر في مواقفها الخارجية في المنطقة، خصوصا تجاه الوضع في مصر، الذي أضعف الدور التركي في المنطقة، وأحدث فجوة في المحور التركي المصري لصالح زيادة النفوذ الإيراني في المنطقة، والذي كان من نتائجه التقارب الأمريكي الإيراني الأخير على حساب دول الخليح، وبالتالي فإنه يجب عليها، أي دول الخليج، أن تضع سيناريو الانسحاب الأمريكي من المنطقة والهيمنة الإيرانية عليها في أجندتها وتصوراتها خلال المرحلة القادمة، وأن تعمل على وضع البدائل اللازمة للتعامل مع هذا السيناريو، والتي يبدو بأنها مازالت محصورة في فكرة الاتحاد الخليجي.  
 
رئيس وحدة الدراسات الأمريكية في جامعة الكويت