عندما تكون في قصر كبير وبعد سنوات طويلة تسكن في كوخ صغير سوف يتغير معك الوضع ولكن بعد فترة بسيطة من الزمن سوف ” تتكيّف ” على هذا الوضع وتتأقلم وبعدها يمر على أبنائك ذكريات القصر الكبير
والحياة الجميلة وفي هذه اللحظات انت مخير امام طريقين مختلفين وهو اما ان ترضخ لهذا الأمر و ” تتكيّف ” او ان” تتصارع” من اجل العودة واسترجاع القصر الكبير ..
وهذا حال المواطنين اليوم في السابق يولد المواطن في افضل مستشفى ورعاية ويذهب للمدرسة كامل لوازمه الدراسية ووجبة إفطاره في المدرسة وحين يرتقي للجامعة او المعهد او الكلية يستلم مكافأة وبعدها يعمل في المكان الذي يختاره فور تخرجه وحين زواجه يستلم منزله بفترة لا تتجاوز 7 سنوات مع التأخير ويمارس هواياته في البر والبحر والأندية الرياضية والثقافية والفنية بكل أريحية وكل الدعم من الدولة ، ولكن !!!
بعد استخدام عملية ” التكيّف ” من الحكومة للمواطنين بدأت في المستشفيات وسوء خدماتها حيث دكتور واحد يوّلد 3 نساء في وقت واحد وبعدها يشتري الطالب من حسابه الخاص كل لوازم الدراسة ويأكل فطوره في بيته وإذا حب يفطر بالمدرسة ” يقرقش مداويره ” وبعدها إذا تخرج منها بصعوبة وامتحانات تعجيزية يواجه أزمة مقاعد الجامعة التي غير متوفرة وإذا تخرج منها بمعجزة ينتظر دور للوظيفة مدة لا تقل عن سنتين وإذا تزوج وعمره 35 سنه فهي نعمة لأنه مضطر ” يحوّش ” على قول اخواننا المصريين .. بعدها طبعاً راح يدفع نصف راتبة للأيجار لانه ما راح يسكن في ” الكوخ ” الا بعد 18 سنه تقريباً .. ناهيك عن مشاكله اليومية بالزحمة والغلاء المعيشي والفساد وسلب حتى هواياته .. طبعاً بالبر “محميات ” وبالبحر ” مخالفات ” والنوادي بكل تصنيفاتها أصبحت شبه معدومة .. كل ذلك بسبب
” التكيّف ”
والسؤال لو تم القائك في السجن (7) سنوات هل راح تموت ورب العالمين ما امر بذلك ؟
– اذا كان الجواب لا
إذاً معناها انك ستتكيّف !!!
السكوت عن الحقوق جعلنا نطالب بأرخص الحقوق المكفولة في الدستور وهو الوثيقة ما بين الشعب والحاكم
السكوت عن الحقوق جعلنا نهمل الواجبات التي علينا بسبب غضبنا
السكوت عن ابسط الحقوق سببه ” التكيّف ” والتأقلم على أسوأ ما تفعله بك الحكومة ولأبنائك و .. أحفادك
السكوت جعلنا نطالب بشيء لم نحلم بأننا ستطالب به وهو .. الحرية
والمصيبة الأعظم هي رعاية الحكومة لبعض المتأسلمين الذين يروجون ” قل الحمد لله ”
وهم يملكون قصور ومزارع و شاليهات وافضل مراكز الدولة ..
نحن نخاف الله ونقول الحمدلله رب العالمين والشكر في كل مكان وزمان وفي كل الظروف .. ولكن يجب علينا تغيير طريق ” التكيّف ” وسلك طريق “الصراع” من اجل البقاء .. بقاء الوطن الجميل كما عهدناه ، بأي طريقة كانت سواء شكوى أومطالبة او احتجاج او اعتصام سلمي او حتى بكتابة تغريدة .. صمتك و تكيّفك مع الظلم هو خطر على الوطن .
Ali Towainah
أضف تعليق