من بين الآراء / فقاعة
عمر الطبطبائي
لا يسعنا الا أن نبارك لدولة الإمارات العربية المتحدة لفوزها في احتضان وتنظيم الـ«EXPO 2020»، وما هذا الانجاز الا مفخرة لجميع الدول العربية، كما انه أجمل رد لكل من فشل في ادارة بلاده الذين اتهموا الامارات أو دبي على وجه التحديد بأنها مجرد فقاعة خرسانية ستنفجر يوما ما، ولو دققنا بصفحات التاريخ فسنجد على سبيل المثال بأن نهضة الكويت في الزمانات… هي الفقاعة التي انفجرت!
في الأيام الماضية جن جنون البعض بأن دولة الامارات دولة بوليسية وليست ديموقراطية، ولا نعلم عن سبب هذا الجنون، والذي شخصيا أتمنى ألا يكون سببه ناتاًج عن الحسد والغيرة من قبل بعض الفشلة، صحيح بأن دولة الامارات دولة غير ديموقراطية وقد تكون الكلمة مكبلة بقيود أمنية هناك، ورغم كل هذا نرى نجاحات هذه الدولة في كثير من الميادين والمحافل الدولية، والسر خلف ذلك بسيط جدا، لكن قبل ذكر السبب علينا أن نتفق بأن الشعب الاماراتي الشقيق هو الشعب الوحيد الذي له كل الحق في اختيار طريقة تعامل الحاكم والمحكوم، فإن اختاروا الديموقراطية فوحدهم من سيحققها وان اختاروا ان يبقوا على ما هم عليه فلهم كل الحق أيضا، خصوصا في ظل كل هذه الانجازات المشرفة على الصعيد العالمي، وعلينا احترام حرية قراراتهم وعدم التدخل في شؤونهم وهنا نتساءل، من قال ان الكويت تتمتع بديموقراطية حقيقية؟
نعم سبقت دولة الكويت في الزمانات السابقة كل الدول الخليجية بما فيها الامارات، وكثير من الدول العربية في خلق جو ديموقراطي مبني على دستور ينظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم وفي خلق مؤسسات مجتمعية تسهم في بناء وعي ثقافي يكون أساس الانطلاقة نحو تطبيق كامل للديموقراطية الحقيقية، ولكن وبسبب عقلية النقص للبعض ومن يحوم حول فضلاتهم استطاعوا تشويه الديموقراطية وتحطيم كل الاساسات التي من المفترض أن نستند عليها لنشل المجتمع من مجتمع جاهلي الى مجتمع «دولوي» من خلال طرق عدة منها التدخل في اختيارات الأمة بشكل مباشر وغير مباشر.
لقد نجحت الادارة الاماراتية بإثبات صحة نظرية الديكتاتور العادل «Benevolent Dictator»، العادل في نهضة مجتمعه ووطنه وعز شعبه بينما نجحت حكوماتنا بتدمير الشيء الوحيد الذي كنا نفتخر به أمام العالم وهو «الدستور» والذي كان الطريق الذي يقودنا الى ديموقراطية حقيقية، أي استطاعت إثبات بأن الديكتاتور العادل أفضل من الديموقراطي الفاشل!! وهنا علينا التنويه بأن الديموقراطي الفاشل تشمل الشعب أيضا!!
ان أحد الأسباب الرئيسية في نجاح دولة عربية وغير ديموقراطية وفشل دولة أخرى كانت تتغنى بدستورها أو شبه ديموقراطيتها هي «الرغبة»، ولعل أكبر دليل هو فشل حكومة دولة الكويت الحالية رغم مجلس غالبيته يمثلها لا يمثل الأمة ورغم ذلك قدمت لنا الفشل بدلا عن الرغبة الجادة في بنائها!
د ا ئ ر ة م ر ب ع ة :
يا «شعب» عزك عزنا!… كلمات تعرف طريقها.
عمر الطبطبائي
@Tabtabaee
أضف تعليق